الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

استغل القلق(الناتج عن الامتحانات) إيجابيا واجعله محفزا وليس عائقا


رغم أن الهدف الأساسي من إجراء الامتحانات هو قياس مستوى تحصيل الطالب خلال العام الدراسي، إلا أن الضغط والقلق اللذين يصاحبان هذه الفترة يحولان في غالب الأحيان دون حصول الطالب على نتائج تعكس مستواه الحقيقي، لذلك يبقى من الضروري الاستعداد نفسيا لهذه الامتحانات لتجنب تحولها لكابوس يقض مضجع الآباء والأبناء



تعتبر أمينة باجي رئيسة جمعية «تواصل وتحاور» أن التحضير للامتحان عملية لا تخص الطالب وحده بل تشمل الأسرة والأساتذة أيضا। ووعيا من هذه الجمعية بأهمية هذه الفترة خصصت قافلة للإنصات والتحاور مع التلاميذ والطلبة شملت مجموعة من المؤسسات التعليمية. وقامت خلالها مجموعة من الأطباء والاختصاصيين النفسانيين بالتواصل مع الطلبة والتلاميذ الذين أجمعوا على أن الامتحان يشكل هاجسا يخلق الخوف ويضعف الثقة بالنفس، خاصة مع طول المقرر والضغط الأسري. وتؤكد الدكتورة سميرة شمعاوي، طبيبة نفسانية، أنه من الضروري تعويد التلاميذ والطلبة على مواجهة فترة الامتحان بشجاعة واعتبارها جزءا من الاختبارات التي نجتازها في حياتنا اليومية، ووسيلة لإبراز قدراتنا والانتقال إلى مستويات دراسية أعلى عوض اعتبارها غاية في حد ذاتها. ولا يتأتى هذا الأمر إلا عبر الاستعداد للامتحان على طول السنة، لكن الفترة القليلة التي تسبق الامتحان تبقى مهمة لأنها المرحلة التي يركز فيها الطالب جهوده أكثر. كما تؤكد الدكتورة على أن القلق الذي يصاحب فترة الامتحانات مسألة طبيعية، يجب استغلالها إيجابيا لتكون محفزا على العمل والاجتهاد بدل تحويلها إلى عائق.



ويمكن تقسيم الاستعداد للامتحانات إلى ثلاثة أدوار أساسية: دور الاسرة: يعتمد على تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات، خاصة إذا كان الطالب في المراحل النهائية، مما يعني انتقاله إلى مستوى دراسي آخر। أول إجراء هو تخصيص مكان للمراجعة تتوفر فيه الاجواء الصحية اللازمة، من الإضاءة الجيدة والبعد عن الضوضاء وأجهزة التسلية، خاصة التلفاز، التي قد تبعد الطالب عن الدراسة أو تشوش على تركيزه. ومن المهم أيضا تجنيب الطالب المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالمشروبات المفيدة من العصائر التي تكثر فيها الفيتامينات. وينصح الإخصائيون الأمهات بتحضير وجبات خفيفة وسندويتشات لأبنائهم خلال فترة الاستعداد وتوزيعها علي مدار اليوم عوض الوجبات الرئيسية الثلاث المعتادة، خاصة أن شهية الطالب تعرف بعض الاضطراب فبعض الطلاب تزداد شهيتهم في الأكل بشكل كبير قد يتسبب بزيادة الوزن، في حين قد يمتنع بعضهم عن الأكل نهائيا. وتساعد بعض الأغذية مثل الأسماك والأجبان والفواكه الجافة، لسهولة هضمها والفوائد التي تحتويها، على تحسين قدرة الاستيعاب والتذكر، لذلك ينصح بالإكثار منها مع تجنب الأغذية الدسمة والمشروبات الغازية والمنبهات. يشعر الطالب بالامتنان عندما يلاحظ أن الاستعداد للامتحان لا يخصه وحده وأن جميع أفراد أسرته يتعاطفون معه ويهيئون له الأجواء المناسبة لذلك، فلن يكون من اللائق أبدا تشغيل التلفاز طيلة اليوم أو استقبال الضيوف أو القيام بأي نشاط آخر يزعج الطالب ويحول انتباهه عن الهدف الرئيسي. وينصح الأهل أيضا بتأجيل مناقشة المواضيع الحساسة والمشاكل العلاقة بين الزوجين وخلق جو من الهدنة داخل البيت. وبقدر ما يكون تشجيع الآباء مهما يصير عائقا عندما يتحول إلى ضغط خانق أو مساومة عاطفية « إما أن تتفوق أو أنك فاشل»، بل يفضل منح الأبناء الإحساس بالثقة بقدراتهم وإمكاناتهم الذاتية.



كما أن التهديد والوعيد لا ينفع هو الآخر في تحفيز الطلاب، بل يكون له مفعول عكسي تماما. دور المدرسة: لا يقل دور المدرسة أهمية عن دور الأسرة في إعداد الطالب نفسيا ودراسيا من خلال تخصيص حصص للمراجعة للتركيز على أهم الدروس أو تلك التي قد تشكل تحديا بالنسبة للطالب. ومن خلال خبرته يمكن للأستاذ توجيه انتباه الطالب للأخطاء التي يقع فيها الطلبة عادة، ومن المهم جدا توضيح صيغة أسئلة الامتحانات ليكون الطالب مستعدا لمواجهة ورقة الامتحان. كما يفضل تخصيص حصص للأسئلة والأجوبة وإجراء امتحانات تجريبية للاستئناس، بحيث يخصص لهذا الامتحان نفس الوقت ونفس الأجواء التي سيمر بها الطالب خلال الامتحان الحقيقي. وينصح الاساتذة بعدم تهويل الامتحان وتخويف الطلاب وتوعدهم بالفشل لأنهم لم يكونوا في المستوي المطلوب خلال السنة الدراسية أو الاستخفاف بالامتحان الذي قد يشجع الطالب على التهاون بل يفضل تشجيع الطلبة على التعامل مع الامتحان بثقة وشجاعة. دور الطالب: طبعا الاستعداد للامتحان يكون على طول السنة لكن الأيام التي تسبق الامتحان تبقى ذات أهمية خاصة. كما أن تنظيم الوقت وتوزيعه بشكل مضبوط على المواد يمكن من مراجعة جميع المواد. تعرف على نوع الذاكرة الأنشط لديك (الذاكرة البصرية أو السمعية أو الحركية) وحاول استغلالها قدر الإمكان. واحرص على مراجعة الملخصات والملاحظات التي دونتها بخط لأنها ستساعدك على التذكر أكثر ولا تعتمد على ملخصات زملائك. تجنب المراجعة مع الزملاء إذا لم تكن متعودا على ذلك فلن تستطيع التركيز وستضيع وقتك في الثرثرة. وينصح أيضا بتجنب السهر والليالي البيضاء، كما يحلو للطلبة تسميتها، لتأثيرها السيء على الطالب. ويؤكد الاختصاصيون عموما على ضرورة الاحتفاظ بنفس نظام النوم المعتاد مخافة إرباك الجهاز العصبي، حيث تختلف الساعة البيولوجية من شخص لآخر، لذا على الطالب تمييز أي فترة يكون فيها جهازه العصبي أكثر يقظة ونشاطا واستثمارها في الحفظ والمراجعة. أما السهر المتواصل أو الاستيقاظ باكرا فقد تكون له نتائج عكسية إذا لم يكن الطالب متعودا على ذلك. كما أن فترات الاستراحة لها أهمية خاصة لكونها تجنب الطالب الشعور بالإرهاق والقهر لذلك من المفيد الإكثار منها وتوزيعها بــــــــــــشكل لا يسمح للملل بالتسرب إلى نفس الطالب. نصائح عملية : ليلة الامتحان الإفراط في المذاكرة ليلة الامتحان يضر أكثر مما ينفع لأنه يرهق العقل والجسم معا احذر تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة والحبوب المنبهة خُذ قسطاً كافياً من النوم قبل ليلة الامتحان صباح يوم الامتحان - استيقظ مبكرا -تناول طعام الافطار حتى تكون لديك الطاقة المطلوبة للتركيز والتفكير -تجنب المراجعة في الطريق والسيارة -اختر مكانا هادئا واجلس فيه ولا تحاول الحصول على معلومات جديدة - خلال الامتحان
اقرأ الأسئلة والتعليمات بدقة وإذا واجهت سؤالا صعباً، انتقل إلى سؤال آخر
إذا كان الامتحان صعباً، اختر أحد الأسئلة وابدأ الكتابة فسيساعدك ذلك على تنشيط الذاكرة
لا تلتفت كثيرا نحو زملائك فلن تجني سوى إضاعة الوقت وتوبيخ المراقب
لا تقلق عندما ترى الطلبة الآخرين يسلمون أوراقهم، فليس هناك جائزة لمن ينتهي أولا، لذلك استغل وقت الامتحان كاملا، ولا تنس مراجعة ورقتك قبل تسليمها. والله ولي التوفيق

منقول من لبني فحفوحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق