أدولف هتلر
أدولف هتلر (20 ابريل 1889 إلى 30 ابريل 1945) - بالألمانية: Adolf Hitler). قائد حزب العمال الوطني الاشتراكي وزعيم ألمانيا النازية من الفترة 1933 إلى 1945. في الفترة المذكورة، كان يشغل منصب "مستشار ألمانيا"، ورئيس الحكومة و الدولة. كان هتلر خطيبا مفوّها وذا جاذبية وحضور شخصي قويين. ويوصف الرجل كأحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في القرن العشرين ويعزى له الفضل في انتشال ألمانيا من ديون الحرب العالمية الأولى وتشييد الآلة العسكرية الألمانية التي قهرت أوروبا. فقادت سياسة هتلر التوسعية العالم إلى الحرب العالمية الثانية ودمار أوروبا بعد ان أشعل فتيلها بغزوه لبولندا. وبسقوط العاصمة برلين في نهاية الحرب العالمية الثانية، أقدم هتلر على قتل نفسه وعشيقته ايفا براون في قبو من أقبية برلين بينما كانت برلين غريقة في بحر من الخراب والدمار.
أدولف هتلر .
نشأته :
طفولة هتلر
وُلد هتـلر في 20/4/1889 في بلدة صغيرة تدعى فالدفيرتل Waldviertel جنوب النمسا .
جد هتلر هو ” يوهان جورج هيدلر ” Johann georg hiedler ، كان فلاحا يعمل متنقلا من قرية لأخرى حتى استقر في فالدفيرتل وأسس هناك مطحنة للغلال ، وتزو ج بعد ذلك من فتاة تدعى ” ماريا آنا شيكلجروبر ” Maria anna schicklgruber .
و في عام 1837 رُزق كل من يوهان وماريا آنا بـ ابنهما الأول “ألويس” Alois ..
تزوج ألويس فيما بعد بفتاة هادئة ورصينة تدعى ” كلارا بويلتزل ” Klara polzl ،وعاش في بروناو وهناك رزقا بثلاثة أبناء كان أصغرهم يدعى أدولف ، أدولف هتلر (20/4/1889)..
مداخلة بسيطة حول أخوان هتلر
- ألويس وأنجيلا أخوان من أبيه من زوجة سابقة .
جوستاف وأيرا وإدوارد وبولا ،هم أخوانه من أمه وأبيه ماتوا جميعا وهم صغار عدا بولا التي ولدت سنة 1896 .
كانت كلارا تحب أدولف حبا جما وتفضله على بقية أبنائها وكان يبادلها نفس الشعور ، بينما كان أبوه ألويس الذي يعمل في سلاح حرس الحدود رجلا قاسيا وعنيفا وقد كان دائم الخلاف مع ابنه أدولف ، فقد كان يريده أن يعمل في وظيفة حكومية مستقرة ، بينما عارضه إبنه الذي كان يريد أن يصبح رساما وكان هذا سبب العديد من الخلافات بينهما ، كانت طفولته شقية للغاية حتى انتقل للمرحلة الثانوية وكان يرغب الإلتحاق بمدرسة الآداب والفنون ، لكن والده أصر على أن يلتحق بالمدرسة العلمية .
توفي والد هتلر بعد ذلك ، فأحس هتلر بالتحرر وبعد رسوبه في المدرسة تركها في سن السادسة عشر وأصبح عاطلا ، وقد كان يقضي معظم وقته في المكتبة الألمانية يقرأ عن التاريخ الألماني واستحوذت المانيا على جل تفكيره حتى أصبح يكره كل من فقد حس الوطنية الألمانية وعلى رأسبهم حكام النمسا آل هابسبورج ..
انتقل هتلر إلى فيينا عام 1907 وهو يبلغ 18 عاما ، وقد كان يود الإلتحاق بأكاديمية فيينا للفنون الجميلة ولكن تم رفض طلبه مرتين .
توفيت والدة هتلر عام 1908 بعد صراع طويل مع المرض ، عاش هتلر أقسى خمس سنين في حياته بعد وفاة والدته فقد كانت هي المتكفلة بمصروفه ولكن بعد وفاتها انقطعت عنه المساعدة المادية ، فاشتغل بالعديد من الأشغال كجرف الثلج وتنظيف السجاجيد ورسم بعض البطاقات البريدية الرخيصة ، وكان ينام في المقاهي والحدائق وأي مكان قد يصلح أو لا يصلح للنوم ، وخلال هذه الخمس سنين تكون لديه كره ضد اليهود الذين كانو يسيطرون على النمسا وكذلك ضد الماركسيين بعد أن قرأ كتاب كارل ماركس ..
بدايته الرسمية :
انتقل هتلر عام 1913 إلى ميونخ في ألمانيا والتحق عام 1916 بفرقة المشاة السادسة عشر المكونة من المتطوعين ، كانت رتبة هتلر هي ” جندي مراسلة ” أي الذي يحمل الرسائل بين الجهات وقت الحرب ، وقد اشترك في أكثر 48 معركة واصيب بجروح عديدة ونقل إلى المستشفى مرات عديدة أيضا ولكنه كان يعود ببسالة وشجاعة أكثر ، واستلم العديد من الأوسمة التي كانت نادرا ما تمنح لجندي عادي ، السبب في عدم ترقية هتلر مع استحقاقيته للترقية أنه كان أفضل من يقوم بتوصيل الرسائل لاتصافه بالأمانة والشجاعة و قد خُشي أنه إن تمت ترقية هتلر لن يعود لتوصيل الرسائل .
أصيب هتلر إصابة جسيمة بالغازات وتم نقله إلى المستشفى العسكري في الرابع عشر من أكتوبر عام 1918 ، وقد ألهبت الغازات عينيه واستمر الألم شهورا عديدة حتى يئس الأطباء من علاجه ولكنه تماثل للشفاء فيما بعد تلقائيا ، كانت الفترة التي قضاها في المستشفى فترة ذات نقلة كبيرة فقد قرر في ذلك الوقت الخوض في مضمار السياسة ..
بداية الحزب النازي :
التحق هتلر عام 1919 في جماعة صغيرة لم يكن لها هدف محدد إلا مناهضة الحكومة ، ومع مرور الزمن ترأس هتلر هذه الجماعة ، وفي غضون سنتين طورها وحولها من حزب صغير إلى حزب جماهيري ضخم وسماه ” حزب العمال الألماني الإشتراكي الوطني ” والمعروف بـ الحزب النازي NAZI ، التي هي اختصار لكلمة NAtional و كلمة soZIalist ، الوطني والإشتراكي .
كانت بنود برنامج هتلر الـ25 معدة إعدادا يكفل لها أن تجذب أي إنسان وتحوله من أي إتجاه إلى صفها وهي المطالبة بـ “باختصار” :
وبعد أشهر من إعلان هذه البنود أعلن هتلر ومن معه بأنهم قد أقسمو على الموت من أجل هذه البنود ولن ينازلو عن أي بند منها مهما كلفهم ذلك ، وبعد ذلك تم إنشاء ” جريدة الشعب - Volkischer Brobachter ” التابعة للحزب النازي .
بعد ذلك تم تكوين فرقتين قتاليتين تابعة للحزب وهي :
وهي المسؤولة عن قتال الشوارع
وهم حراس هتلر الشخصيون ، وقد كانو من أقوى وأشد العناصر القتالية على الإطلاق والمتمتعة بتدريب عال وشحنت أدمغتها بأفكار الدم والتقل وهوس الموت دفاعا عن الشرف والذات فكانوا مستعدين لتقديم حياتهم دفاعا عن هتلر ، وقد كانو يرتدون القمصان السوداء .
كان علم النازية الشهير يرمز لعدة أشياء ، فقد كانت ألوانه الأبيض والأحمر والأسود هي الوان الإمبراطورية ، الأحمر يشير إلى الكفاح ضد الرأسمالية ، والدائرة البيضاء تعني القومية ، أما الصليب المعقوف فيرمز إلى تفوق الجنس الآري ، كما أن سبب اختيار اللون الأحمر هو إغاظة الشيوعيين باختيار لونهم المفضل .
النشاط النازي الأول :
في الثامن من نوفمبر عام 1923 ، وحول صالة بورجربراو كوللر Burgerbrau kwller إحدى أكبر صالات ميونخ والتي حضرها في ذلك اليوم العديد من الشخصيات البارزة من عسكريين ورجال حكومة ورجال مال وأعمال لسماع خطاب مفوض الدولة جوستاف فون كار Gustav von car و العقيد هانز فون زايسر Hans von seisser رئيس البوليس السري البافاري ، أحاط رجال من قوات العاصفة بالمكان وتم نصب مدفع رشاش موجهه فوهته نحو الباب الرئيسي كما تم إغلاق جميع الأبواب بإحكام ، كان جوستاف فون كار يلقي خطابه حين دخل هتلر بصحبة حرسه الخاص قوات شوتز شتافلن وكذلك كبار معاونيه مثل هيرمان جورينج Herman goering و ألفريد روزنبريج Alfred rosenberg و رودلف هيس Rudlof jess و أولريش جراف Ulrich Graf السفاح الذي كان يلازم هتلر كظله في كل مكان .
أخرج هتلر مسدسه وأطلق النار باتجاه السقف عدة مرات فخيم السكون على المكان ثم أبعد جوستاف فون كار وأخذ يتكلم عن محاولة الإنقلاب التي يقوم بها ثم أعلن أنه سيقوم بتشكيل حكومة جديدة بمساعدة بطل الحرب الجنرال إريش لوديندورف Erich Ludendorff ، وختم كلامه بـ ” غدا ستجدون حكومة وطنية في ألمانيا ، أو ستجدوننا موتى ” .
في صباح اليوم التالي أعلن هانز فون سيكت Hans von seeckt القائد العام للرايخسفسر ” الجيش الوطني ” أنه سيقوم بسحق التمرد بنفسه ، هنا أحس هتلر بالورطة وفكر في التراجع قليلا لكن الجنرال المحنك لوديندورف أصر على المواجهه ، وانطلقت قوات العاصفة البالغ عددها 3000 رجل نحو قلب ميونخ يتقدمها ويقودها الجنرال لوديندورف وهتلر وجورينج وغيرهم وهم يرددودن الأناشيد النازية بأعلى أصواتهم ، وتمت المواجهه بينهم وبين مائة رجل مسلح من رجال البوليس ، ولكن !! مائة ضد ثلاثة آلاف ؟ على كل حصل تبادل لاطلاق النار ومات ثلاثة عشر نازيا و ثلاثة من رجال البوليس عند الضربة الأولى وأصيب جورينج في فخذه وتم نقله لمنزل قريب لمعالجته وقاتل كل من هتلر و لوديندورف كالأسود ، وهنا صاح أحد رجال البوليس ” توقفوا عن إطلاق النار سيادة الجنرال لوديندورف هنا ” هنا توقف رجال البوليس إحتراما للجنرال القديم عن إطلاق النار ، وهرب هتلر إلى الريف بعد أن فشلت ضربته العسكرية .
هتلر في السجن يفكر :
تم إلقاء القبض على هتلر وأتابعه بعد ثلاثة أيام وتمت محاكمته هو و لوديندورف وجميع القادة في محاكمة حضرها صحفيين من جميع أنحاء العالم مما شجع هتلر على إلقاء خطبة عصماء ، وقال أنه هو الوحيد المخطط للإنقلاب ولا ذنب لمن معه ، وفي النهاية تمت إدانته وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنين وهو حكم مخفف جدا وتمت تبرئة لوديندورف .
في السجن جلس هتلر يفكر في الأخطاء التي ارتكبها وتوصل إلى التالي :
أولا : أنه تحرك بسرعة دون أن تكون له الأموال والقوة الكافية .
ثانيا : أنه وضع آماله وحدد نجاحه عن طريق سبل تآمر غير مشروعة .
في السجن ألف هتلر كتابه الشهير الذي يمثل آرائه ومعتقداته ، والكتاب معروف بعنوان كفاحي Meinkampf ، وقد اطلعت على الكتاب بسرعة وهو يحوي العديد من الفصول التي تحوي فكرة واحدة وهي أن هتلر على صواب وعلى الآخرين الإستماع إليه ، ولغة الكتاب معقدة بعض الشيء وسأقوم فيما بعد - بإذن الله - بكتابة موضوع حول الكتاب .
ولكن مع ذلك فقد صنف الكتاب من ضمن أكثر الكتب رواجا وطبعت منه طبعات عديدة وصلت إلى 5.200.000 نسخة “هذا بالنسبة للطبعة الثانية بينما النسخة التي لدي فهي تمثل الطبعة السابعة وعليكم بالحساب ” وقد تمت ترجمة الكتاب إلى العديد من اللغات وفي عهد هتلر فقد تم توزيعه مجانا لكل طفل يولد ولكل شاب وفتاة يتزوجان وكل شيخ يحتفل بعيد ميلاده أو يتقاعد وقد بلغ إجمالي الربح الصافي الذي وصل هتلر عن طريق هذا الكتاب 3.000.000 دولار أمريكي من خلال المبيعات الداخلية فقط .
الصعود إلى السلطة :
كان البرلمان الألماني بتكون من قسمين ، الرايخسترات Reichsrat المشابه لـ مجلس الشيوخ الأمريكي ، والرايخستاج Reichstag المشابه لـ مجلس النواب الأمريكي ، وعلى الرغم من وجود 25 حزبا في ألمانيا إلا أنها كانت كلها أحزاب ضعيفة وغير مؤهلة لقيادة الرايخستاج ، في إنتخابات عام 1928 فاز النازييون بـ 12 مقعد فقط في الرايخستاج ، ولكن بعدها بعاميين فازوا بأغلبية المقاعد وهي 107 مقعدا ، ولكن مع تطور الحزب فقد فاز عام 1932 بـ 230 مقعد !! .
بعدها قام رجال الصناعة أصحاب النفوذ بدعم هتلر وحزبه ماديا ومعنويا ، هنا قرر هتلر أنه سيصبح إما رئيسا لألمانيا أو مستشارا لها وتنافس هتلر على الرئاسة ضد الجنرال بول فون هينديتبورج Paul von hendenburg ، ولكن هتلر فاز فقد حصل على 13.418.051 صوتا ، بينما حصل الجنرال على 19.359.635 صوت ، وخرج هتلر منهارا .
بعد ذلك حصلت خلافات عديدة في الوزارة وتغيرات عديدة ، وفي النهاية وبعد مشاورات بين الرئيس هينديتبورج وأعوانه ، تم تعيين مستشار جديد لألمانيا .
أدولف هتلر شخصيا .. من بائس ينام في حواري فيينا ، ومجرد جندي مراسلات في الجيش ، إلى مستشار لجمهورية ألمانيا ..
ومن مستشار للجمهورية خاض هتلر الإنتخابات مرة أخرى ، وحصل على 52% من الأصوات وزادت مقاعد الحزب النازي في الرايخستاج إلى 288 مقعد ، وأصبح هتلر زعيم الرايخ الثالث ..
الرايخ بالألمانية تعني الإمبراطورية ، ويقصد بالرايخ الأول الإمبراطورية الرومانية ، أما الرايخ الثاني فهي الحقبة السابقة لتولي هتلر السلطة ، أما الرايخ الثالث فهو منذ تولي هتلر السلطة والتي قال أنها ستسمر إلى الأبد .
تصفية المعارضين :
بعد تمكن هتلر من السلطة فقد قام بتصفية العديد من المعارضين أو من كانوا عثرة في طريقه مثل :
- جوستاف فون كار Gustav von car : “راجع فقرة النشاط النازي الأول بالأعلى ” ، وقد كان السبب أنه هو من قام بزج هتلر في السجن سابقا .
- إرنست رويم Ernst rohm : رئيس قوات العاصفة ، رويم في الأصل كان صديقا لهتلر مدة 15 عاما ، ولكن بعد صعود هتلر للسلطة أراد رويم دمج قواته - قوات العاصفة - مع الرايخسفر - الجيش الوطني الألماني - ولكن قادة الرايخسفر عارضوا ذلك بشدة فقوات العاصفة أصلا مكونة من السفاحين الدمويين ، ورأى هتلر أنه من الأفضل عدم الخوض في مشاكل مع الرايخسفر وقادته فهم في النهاية سنده الأكيد ، ولكن رويم أصر على رأيه فهو مقاتل عنيد ، فأمر هتلر بإعدامه وإعدام ما يقارب من 50 قائدا لقوات العاصفة كانوا يشاركون رويم آرائه .
- جريجور شتراسر Gregor strasser : قائد كبير من قادة قوات العاصفة تم إعدامه لتأيديه لـ رويم .
- كورت فون شلايخر Kurt von schleichers : مستشار ألمانيا السابق تم إرسال ستة قتلة محترفين لقتله هو وزوجته في الفيلا التي يقطنها .
علما بإن السبب الرئيسي لاغتيال شتراسر وشلايخر أنهم كانوا من ألد أعداء جورينج رئيس الجتسابو وهو من أصدر أوامره بقتلهم .
كما أن معظم الذين تم إعدامهم لم يكونوا يعلمون بالضبط السبب الرئيسي لإعدامهم ، بل أن غالبيتهم العظمى كان يصيح بـ يحيا هتلر Heil Hitler قبل إعدامه .
أهم الشخصيات القيادة النازية :
ساعد هتلر في طريقه نحو السلطة وفي فترة سلطته العديدين ممن كانوا مستعدين لبذل أرواحهم في سبيله ونذكرهم بعضهم هنا حسب ترتيبهم في النظام النازي من حيث السلطة :
هيرمان جورينج Herman goering / ذراع هتلر اليمنى و وزير الحرب وقائد سلاح الطيران الألماني و رئيس الجستابو Gestapo ” إختصار لـ شرطة مخابرات أمن الدولة Geheime STAats POlizei ” ، إنتحر بالسم .
رودلف هيس Rudolf hess / نائب الفوهرر و قائد الحزب النازي و عضو اللجنة الثورية لمجلس الوزراء الألماني ووزير الرايخ وعضو المجلس الوزاري للدفاع عن الرايخ ، قُبض عليه في بريطانيا .
الدكتور بول جوزيف جوبلز Dr.Paul Joseph goebbels / حاصل على العديد من شهادات الدكتوراة منها شهادات في التاريخ والفلسفة والأدب ، وزير الدعاية والإعلام في النظام النازي وهو من أشد المقربين لهتلر منذ أن كان يعمل في صحيفة الحزب النازي ، كان أيضا من أشد المعجبين والمخلصين لهتلر ، حتى أنه بعد إنتحار هتلر قال أنه لا يريد العيش في عالم ليس نازيا فانتحر فورا بعد إنتحار هتلر .
هاينريش هملر Heinrich himmler / قائد قوات شوتز شتافلن ” حراس هتلر الشخصيين ” ثم رئيس الجستابو فيما بعد ، رغم أن ملامحه وديعة وكان صامتا وهادئا في أغلب الأوقات ، إلا أنه كان يعتبر جلاد ألمانيا الأول والمسؤول عن مقتل الكثيرين ، إنتحر بالسم مفضلا أن يموت بيده لا بيد الأعداء .
كما أن هناك شخصيات ثانوية مثل :
إيرفين روميل Erwin rommel / ثعلب الصحراء المشهور وغني عن التعريف ، قائد وحدة المدرعات .
يوليوس شترايخر Julius streicher / عدو اليهود اللدود .
فريتز ساوكل Fritz sauckel / صاحب أكبر عدد من العمال .
ألفريد روزنبيرج Alfred rosenberg / الزعيم الفني والثقافي للحركة النازية ، وصديق لـ هيرمان جورينج .
هانز فرانك Hans frank / الحاكم النازي الوحشي لـ بولندا ، قتل ربع رجال بولندا تقريبا .
يواخيم فون ريبنتروب Joachim von ribbentrop / وزير خارجية ألمانيا النازية .
آرتور فون سبيس إنكورات Artr von seyss inquar / الحاكم النازي لـ هولندا ، شبيه بـ هانز فرانك .
بالدور فون شيراخ Baldur von schirach / وزير الشباب النازي .
إرنست كالتينبرونر Ernst kaltenbrunner / نائب رئيس الجستابو هيملر ، والمشرف على العديد من معسكرات الإعتقال وعمليات القتل الجماعي بأنواعها ” شنق - رمي بالرصاص - حرق بالأفران - غرف الغاز ”
مارتن بورمان Martin bormann / نائب هتلر الخاص .
رودلف فرانز هويس Rudelf franz hoess / رئيس معسكر الإعتقال الجماعي أوشفيتس Aushwits ” يحتاج الكلام عن معسكر أوشفيتس ورئيس الأطباء هناك يوسف منجيل إلى موضوع كامل سنطرحه لاحقا إن شاء الله ”
أدولف إيخمان Adolf Eichmann / رئيس قسم الشؤون اليهودية في جهاز الجستابو .
الطريق إلى الحرب :
بعد صعود هتلر للسلطة أُعجب فيه وبشدة الرئيس الإيطالي الفاشستي موسيليني ، فأعلن تحالفه مع هتلر رسميا بل وساعده في الكثير من الحروب ، وقصة الحرب طويلة جدا ولكن سنختصرها في أنه قد تم إحتلال : النمسا ، تشيكوسلوفاكيا ، بولندا ، الدنمارك ، النرويج ، بلجيكا ، هولندا ، فرنسا ، اليونان ، أوكرانيا ، رومانيا ، السويد ، يوغسلافيا ، وأجزاء من بريطانيا وروسيا ، ودول أخرى لا أتذكرها حاليا .
وقد نعود إلى هذه النقطة في وقت لاحق بإذن الله .
بعض محاولات إغتيال هتلر :
المحاولة الأولى / عام 1944 .. الحادي عشر من يوليو ، وقد نجا منها هتلر ..
المحاولة الثانية / نفس العام .. السابع عشر من يوليو ، وكان المنفذون هم مجموعة من الجنرالات من ضمنهم روميل ، تم إكتشاف المحاولة وإنتحر روميل وتم إعدام المتآمرين .
المحاولة الثالثة / نفس العام .. العشرين من يوليو ، المنفذ الرئيس هو الكولونويل كلاوس فيلب شينك Klaus Philip Schenk ، ونجا هتلر وتم إعدام المتآمرين .
بداية سقوط هتلر :
كانت أسباب سقوط هتلر كثيرة ، منها الخيانات التي حصلت بالإضافة إلى محاولات الإغتيال ، والتي أدت بالتالي إلى إشتداد مرضه ، وقد وصف له طبيبه الخاص الدكتور تيودور موريل العديد من الأدوية والمسكنات والمنشطات والهرمونات والمضادات الحيوية التي أثرت كثيرا على هتلر في الفترة الأخيرة من حياته ، فقد كان من معه في ” جحر الذئب ” يصفونه بأنه كان شاحب الوجه منخفض الكتفين مرتعش اليدين هزيل البدن ، ومع تأثير الأدوية أيضا فقد أصبح أكثر عصبية وأكثر تخبطا حتى أنه كاد أن يأمر بإعدام صديقه جورينج ، وهنا يقول البعض بأن الدكتور موريل قد وصف الخمر كدواء لهتلر ولكن في الحقيقة هذا ليس بصحيح أبدا فهتلر لم يقرب الخمر أبدا في حياته والسبب في ذلك أخلاقه النمساوية وهذه الصفة كانت من أكثر الصفات التي جعلت الشعب الألماني يُعجب بـ هتلر، ومن أخطائه أيضا فتحه لجبهتين قتاليتين عنيفتين ضد بريطانيا في الغرب وروسيا في الشرق ، كان من الممكن أن ينجح أيضا في إحتلال هاتين الدولتين لولا تخبط قرارته فقد أصدر أوامره للجيش النازي السادس بأن ينتظر في ستالينجراد حتى صدور أوامر أخرى مع أن بين الجيش وبين موسكو مسافة بسيطة جدا ولكن قراره لم يكن حكيما أبدا ، في نفس الوقت كانت قواته تسيطر سيطرة شبه كاملة على أجزاء عديدة من بريطانيا وكان بإمكانه إحتلالها وضمان السيطرة على تلك الشوكة في الغرب ولكنه أمر الجنود بالإنتظار لحين صدور أوامر جديدة ، في هذا الوقت نجح الحلفاء في ضم الولايات المتحدة الأمريكية كحليف لهم لمساعدتهم في الحرب
النهاية :
ظل هتلر قابعا في برلين وأعلن أنه لن يتخلى أبدا عنها ، وقد اختبأ هو ورفاقه في مخبأ سري تحت الأرض وذلك لأن طائرات الحلفاء كانت تقصف برلين على مدار الساعة بالطائرات ، ولكن في 13 إبريل 1945 إرتفعت معنويات هتلر ومن معه بخبر موت الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ، ولكن بدأت المعنويات تهبط مرة أخرى بأخبار اقتراب قوات الحلفاء من برلين .
إحتفل هتلر بعيد ميلاده الـ سادس والخمسين مع من معه في الـ20 من إبريل والحلفاء يقصفون برلين من فوقهم .
وفي 29 إبريل كتب هتلر وصيته التي من ضمن ما ذكر فيها تعيين كارل دوينتز Karl doenitz خليفة له في حكم ألمانيا النازية من بعده ، كما ذكر بأن سبب الحرب هم اليهود ، كما أعلن في نفس اليوم أنه سيتزوج من حبيبته إيفا براون التي وقفت معاه طوال هذه الفترة وبالطبع إيفا هي زوجة هتلر الأولى .. والأخيرة .
في اليوم التالي ، إستيقظ هتلر وراح يحيي رفاقه وحرسه الخاص ، ثم دلف إلى جناحه الساعة الثالثة ظهرا ، في تمام الساعة الثالثة وخمسة عشر دقيقة قتل هتلر كلبه المفضل بلوندي ثم إنتحر بإطلاق النار على نفسه ، بينما إنتحرت زوجته بتناول السم .
هنا قرر جوبلز - الذي كان وفيا لهتلر طيلة عمره - الإنتحار ، وقالت زوجته ” لم يعد للحياة طعم بعد رحيل هتلر ” ، كان جوبلز وزوجته وأبنائه وبناته الست يسكنون مع هتلر في الخندق وكان هتلر يحبهم وهم يحبونه ، قامت زوجة جوبلز ماجدة Magda بحقن أبنائها بالسم بحجة أنه دواء ، ثم انتحرت هي أيضا بالسم بينما أطلق جوبلز على نفسه النار أيضا .
بعد إعلان نبأ إنتحار هتلر نشرت النيويورك تايمز التالي :
The serious , cold-blooded and wholly humorless germans had exalted nazism into a religion that proclaimed hitler was only the fuehrer of all germans , but also their god .
Hitler fell as he was supposed to fall in the roar and teror of battleamid the crumbling walls of his capital , in the chancellery that he had built as the seat of his world domintion.
بعض شعارات النازية :
ألمانيا إنهضي - اليهود براغيث تمتص دمائنا - الكاثوليك ليسو إلا أحذية قديمة - عاش الفوهرر الديمقراطي الأصيل - اليوم ألمانيا ، وغدا العالم .
من أقوال هتلر
- قال تيموستيكليس الجندي والسياسي الإغريقي المشهور لابنه الصغير: أنت يا بني أقوى مخلوق في بلاد الإغريق ،
فسأله الغلام: وكيف ذلك يا أبتاه؟ ،
فقال الوالد: لأن أهل أثينا يحكمون بلاد الإغريق، وأنا أحكم أثينا، و أمك تحكمني، وأنت تحكم أمك.
- من حسن حظ الدولة ان الشعب لا يفكر
- قال هتلر للألمان في خطبته التي ألقاها سنة 1926م مستحثاً همة ألمان منطقة السوديت: "اتخذوا من الشعب الفلسطيني قدوة لكم، إنهم يكافحون الاستعمار والصهيونية العالمية ببسالة خارقة وليس لهم مساعد أو نصير".
الحزب النازي
شعار الحزب النازي
بنهاية الحرب العالمية إلاولى، استمر هتلر في الجيش والذي اقتصر عمله على قمع الثورات الإشتراكية في المانيا. وانضم الرجل إلى دورات معدّة من "إدارة التعليم والدعاية السياسية" هدفها ايجاد كبش الفداء لهزيمة ألمانيا في الحرب بالإضافة إلى سبب اندلاعها. وتمخّضت تلك الإجتماعات من إلقاء اللائمة على اليهود والشيوعيين والسّاسة بشكل عام.
بتبوّأ هتلر أعلى المراتب السياسية في ألمانيا بلا دعم شعبي عارم، عمل الرجل على كسب الود الشعبي إلالماني من خلال وسائل إلاعلام التي كانت تحت السيطرة المباشرة للحزب النازي الحاكم وخصوصاً الدكتور جوزيف غوبلز. فقد روّجت أجهزة غوبلز الإعلامية لهتلر على انه المنقذ لألمانيا من الكساد الإقتصادي و الحركات الشيوعية إضافة إلى الخطر اليهودي. ومن لم تنفع معه الوسائل "السلمية" في الإقناع بأهلية هتلر في قيادة هذه الأمة، فقد كان البوليس السري "جيستابو" ومعسكرات الإبادة والتهجبر القسري كفيل باقناعة. وبتنامي إلاصوات المعارضة لأفكار هتلر السياسية، عمد هتلر على التصفيات السياسية للأصوات التي تخالفه الرأي وأناط بهذه المهمة للملازم "هملر". وبموت رئيس الدولة "هيندينبيرغ" في 2 اغسطس 1934، دمج هتلر مهامّه السياسية كمستشار لألمانيا ورئيس الدولة وتمت المصادقة عليه من برلمان جمهورية فايمار.
وندم اليهود ايما ندم لعدم مغادرتهم ألمانيا قبل 1935 عندما صدر قانون يحرم أي يهودي الماني حق المواطنة إلالمانية عوضاً عن فصلهم من أعمالهم الحكومية ومحالّهم التجارية. وتحتّم على كل يهودي ارتداء نجمة صفراء على ملابسه وغادر 180,000 يهودي ألمانيا جرّاء هذه الإجراءات.
وشهدت فترة حكم الحزب النازي لألمانيا انتعاشاً اقتصادياً مقطوع النظير، وانتعشت الصناعة الألمانية انتعاشاً لم يترك مواطناً ألمانيا بلا عمل. وتم تحديث السكك الحديدية والشوارع وعشرات الجسور مما جعل شعبية الزعيم النازي هتلر ترتفع إلى السماء.
وفي مارس 1935، تنصّل هتلر من "معاهدة فيرساي" التي حسمت الحرب العالمية إلاولى وعمل على إحياء العمل بالتجنيد الإلزامي وكان يرمي إلى تشييد جيش قوي مسنود بطيران وبحرية يُعتد بها وفي نفس الوقت، ايجاد فرص عمل للشبيبة الألمانية. وعاود هتلر خرق اتفاقية فيرساي مرة اخرى عندما احتل المنطقة المنزوعة السلاح "ارض الراين" ولم يتحرك إلانجليز ولا الفرنسيون تجاه انتهاكات هتلر. ولعل الحرب الأهلية إلاسبانية كانت المحك للآلة العسكرية إلالمانية الحديثة عندما خرق هتلر اتفاقية فيرساي مراراً وتكراراً وقام بارسال قوات المانية لأسبانيا لمناصرة "فرانسيسكو فرانكو" الثائر على الحكومة إلاسبانية.
وفي 25 اكتوبر 1936، تحالف هتلر مع الفاشي موسوليني الزعيم إلايطالي واتسع التحالف ليشمل اليابان، هنغاريا، رومانيا، وبلغاريا بما يعرف بحلفاء المحور. وفي 5 نوفمبر 1937، عقد هتلر اجتماعاً سريّاً في مستشارية الرايخ وأفصح عن خطّته السرية في توسيع رقعة الأمة الألمانية الجغرافية. وقام هتلر بالضغط على النمسا للأتحاد معه وسار في شوارع فيينا بعد إلاتحاد كالطاووس مزهواً بالنصر. وعقب فيينا، عمل هتلر على تصعيد الأمور بصدد مقاطعة "ساديتلاند" التشيكية والتي كان أهلها ينطقون بالألمانية ورضخ إلانجليز والفرنسيين لمطالبه لتجنب افتعال حرب. وبتخاذل إلانجليز والفرنسيين، استطاع هتلر ان يصل إلى العاصمة التشيكية براغ في 10 مارس 1939. وببلوغ السيل الألماني الزبى، قرر إلانجليز والفرنسيون تسجيل موقف بعدم التنازل عن الأراضي التي مُنحت لبولندا بموجب معاهدة فيرساي ولكن القوى الغربية فشلت في التحالف مع إلاتحاد السوفييتي وأختطف هتلر الخلاف الغربي السوفييتي وأبرم معاهدة "عدم اعتداء" بين ألمانيا وإلاتحاد السوفييتي مع ستالين في 23 اغسطس 1939 وفي 1 سبتمبر 1939 غزا هتلر بولندا ولم يجد إلانجليز والفرنسيين بدّاً من إعلان الحرب على المانيا.
الإنتصارات الخاطفة
في السنوات الاربع اللاحقة للغزو البولندي وتقاسم بولندا مع إلاتحاد السوفييتي، كانت الآلة العسكرية الألمانية لاتقهر. ففي ابريل 1940، غزت ألمانيا الدنمارك والنرويج وفي مايو من نفس العام، هاجم الألمان كل من هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، وفرنسا وانهارت إلاخيرة في غضون 6 اسابيع. وفي ابريل 1941، غزا إلالمان يوغسلافيا واليونان وفي نفس الوقت، كانت القوات إلالمانية في طريقها إلى شمال افريقيا وتحديداً مصر. وفي تحوّل مفاجئ، اتجهت القوات إلالمانية صوب الغرب وغزت روسيا في نقض صريح لإتفاقية عدم إلاعتداء واحتلت ثلث الأراضي الروسية من القارة الأوروبية وبدأت تشكّل تهديداً قوياً للعاصمة الروسية موسكو. وبتدنّي درجات الحرارة في فصل الشتاء، توقفت القوات إلالمانية من القيام بعمليات عسكرية في الأراضي الروسية ومعاودة العمليات العسكرية في فصل الصيف في موقعة "ستالينغراد" التي كانت أول هزيمة يتكبدها إلالمان في الحرب العالمية الثانية. وعلى صعيد شمال افريقيا، هزم إلانجليز القوات إلالمانية في معركة العلمين وحالت بين قوات هتلر بين السيطرة على قناة السويس والشرق إلاوسط ككل.
إلانتصارات الخاطفة
التي حصدها هتلر في بداية الحرب العالمية الثانية وبالتحديد، الفترة الممتدة من 1939 إلى 1942، جعلت منه رجل إلاستراتيجية الأوحد في ألمانيا واصابته بداء الغرور وامتناعة من إلانصات إلى آراء الآخرين أو حتى تقبّل إلاخبار السّيئة وان كانت صحيحة. فخسارة ألمانيا في معركة ستالينغراد والعلمين وتردّي إلاوضاع إلاقتصادية إلالمانية واعلانه الحرب على الولايات المتحدة في 11 ديسمبر 1941 وضعت النقاط على الحروف ولم تترك مجإلاً للشك من بداية النهاية لألمانيا هتلر. فمجابهة أعظم امبراطورية (إلامبراطورية البريطانية) واكبر أمّة (إلاتحاد السوفييتي) واضخم آلة صناعية واقتصادية (الولايات المتحدة) لاشك تأتي من قرار فردي لايعبأ بلغة العقل والخرائط السياسية.
في 1943، تمت إلاطاحة بحليف هتلر إلاوروبي (موسوليني) واشتدت شراسة الروس في تحرير أراضيهم المغتصبة وراهن هتلر على بقاء أوروبا الغربية في قبضته ولم يعبأ بالتقدم الروسي الشرقي وفي 6 يونيو 1944، تمكن الحلفاء من الوصول إلى الشواطئ الشمالية الفرنسية وبحلول ديسمبر، تمكن الحلفاء من الوصول إلى نهر الراين واخلاء إلاراضي الروسية من اخر جندي الماني.
عسكرياً، سقط الرايخ الثالث نتيجة إلانتصارات الغربية ولكن عناد هتلر أطال من أمد الحرب لرغبته في خوضها لآخر جندي الماني. وفي نزاعه إلاخير، رفض هتلر لغة العقل واصرار معاونيه على الفرار إلى بافاريا او النمسا وأصر على الموت في العاصمة برلين وفي 19 مارس 1945، امر هتلر ان تدمّر المصانع والمنشآت العسكرية وخطوط المواصلات وإلاتصإلات وتعيين هينريك هيملر مستشارً لألمانيا في وصيته. كما قام بإغراق أنفاق مدينة برلين حيث كان يختبأ المدنيون ذلك لأعتبارهم خونة لعدم وقوفهم في وجه العدو الروسي على أبواب برلين. وبقدوم القوات الروسية على بوابة برلين، اقدم هتلر على إلانتحار وانتحرت معه عشيقته ايفا براون في 30 أبريل 1945 واسدل الستار على كابوس الحرب العالمية الثانية.
من الموسوعة الحرة
الهولوكوست
الهولوكوست هو عملية القتل العمد التي ارتكبتها ألمانيا بحق ستة ملايين يهودي. وفي حين بدأت ملاحقة النازيين لليهود في سنة 1933، فإن الإبادة الجماعية تم تنفيذها خلال الحرب العالمية الثانية. وأنجز الألمان وشركاؤهم عملية إبادة ستة ملايين من اليهود خلال أربعة أعوام ونصف العام. وبلغت "إنتاجيتهم" أشدها بين أبريل نيسان ونوفمبر تشرين الثاني من عام 1942، وهي فترة من 250 يوما قتلوا خلالها نحو مليونين ونصف من اليهود. ولم تصدر منهم أي بادرة لضبط النفس، وإذا تباطؤوا بين الحين والآخر فلسبب واحد هو "نفاد" اليهود المرشحين للإبادة، ولم يتوقفوا عن فعلتهم إلا حين هزمهم الحلفاء.
ولم يكن إلى الخلاص من سبيل، فالسفاحون لم يقنعوا بإبادة جاليات بأكملها، بل لاحقوا كل فرد من اليهود استطاع الاختباء واصطادوا كل هارب، إذ كانت جريمة كونهم يهودا من الشناعة بما استدعى إماتة كل أحد منهم، رجلا كان أم امرأة أم طفلا، وليكن ملتزما بدينه أو لاأدريا أو مارقا، وليكن معافى منتجا أو مريضا كسولا – كان ما خطط لهم جميعا هو المعاناة ثم الموت، فلا تأجيل ولا أمل ولا عفوا محتملا ولا فرصة في تخفيف الحكم.
كان معظم يهود القارة الأوروبية قد ماتوا في سنة 1945، وامحت بذلك من الوجود حضارة ازدهرت لنحو 2000 سنة، وتجمع الناجون وهم النزر اليسير المتبقي، مبهورين ضامرين، كئيبين بما يفوق الوصف، يستجمعون ما تبقى فيهم من حيوية وبعض ومضات من إنسانية، ليعودوا فيبنوا حياتهم. لم يسعوا يوما لتوقيع العقاب العادل على معذبيهم، فما هو العقاب العادل اللائق بمرتكبي مثل هذه الجريمة؟ لقد آثروا إعادة البناء، فأقاموا عوائل ظلت تعيش في ظل سابقاتها الراحلة، وبدأوا حياة جديدة شوهتها الجروح إلى الأبد، وأسسوا مجتمعات جديدة لا يبرحها شبح المصاب.
إيفانغورود، أوكرانيا، 1942 - شرطي ألماني يصوب بندقيته ليطلق النار على امرأة وطفلها
لافتة على واجهة محل يهودي: أيها الألمان، دافعوا عن أنفسكم ولا تشتروا شيئا من اليهود.
أولكوش، بولندا – أفراد من الشرطة الألمانية يهينون الحاخام موشيه هاغرمان خلال أحداث "الأربعاء الدامي" الموافق 31\7\1940.
ليبويا، لاتفيا - العملاء المحليون يجمعون أطفالا يهودا تمهيدا لإعدامهم.
عملية إعدام في تربلينكا، بولندا
وارسو، بولندا - القبض على أناس كانوا يختبئون في ملجأ تحت الأرض
كوفنو، ليتوانيا، فبراير شباط 1944 – أفراهام روزنتال البالغ الخامسة من عمره وشقيقه عمانوئيل ابن السنتين - تبرع بهذه الصورة متحف تخليد ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة
آوشفيتس بيركناو - نسوة وأطفال غير قادرين على العمل يسيرون دون علم منهم إلى غرفة الغاز رقم 4
كلوغا، إستونيا - كومة جثث جاهزة للحرق
بيرغن بيلزن، 1945 - بعض الناجين بعد التحرير كلوغا، إستونيا - كومة جثث جاهزة للحرق
بس هتلوووري قال بخلي كم واحد منهم علشان يعرفون اللي بعدي وش سويت فيهم
صورة نادرة وحقيقية للمحرقة النازية التي فعلها أدلوف هتلر وحرق بها اليهود
أقدم هتلر على قتل نفسه وعشيقته إيفا براون في قبو من أقبية برلين بينما كانت برلين على وشك السقوط عام 1945
2- وضع حد لمعاهدة فرساي وإلغائها . 3- مستوطنات لإسكان المزيد من الألمان . 4- المواطنون هم الألمانيون الأصليون فقط ، أما اليهود فهم ليسوا أعضاء في المجتمع . 5- غير المواطنين يمكنهم الإقامة في المانيا بصفتهم ضيوف فقط . 6- حق التصويت للمواطنين فقط ” اليهود ليسوا مواطنين ” . 7- واجب الحكومة الأول الإهتمام بمصالح الشعب وإن لم تقدر لابد أن تتنحى عن الرئاسة . 8- لابد من طرد كل ماهو غير ألماني خارج البلاد فورا . 9- حقوق المواطنين متساوية وملزمين بواجبات . 10- واجب المواطن الأول هو العمل لما هو في صالح أخوانه ووطنه . 11- تجريم الربا والفوائد البنكية تجريم صارم لأنها فساد وكسب غير مشروع . 12- كافة غنائم الحرب توضع تحت تصرف الدولة . 13- لابد أن تشرف الدولة على جميع التجارات الضخمة . 14- لابد أن يشارك العمال أرباحهم على نطاق واسع . 15- تخصيص معاش للمسنين كتكريم إنساني طبيعي لهم . 16- تهيئة المناخ والبيئة لنمو الطبقة المتوسطة . 17- إصلاحات زراعية ثورية . 18- ردع السارقين والمستغلين والجشعين وأقل عقاب هو الإعدام . 19- إحلال القانون الألماني بدال القانون الروماني ” كان يعمل في ذلك الوقت بالقانون الروماني ” . 20- مراجعة شاملة وتجديد للنظام التربوي والتعليمي . 21- توفير الرعاية الصحية لجميع المواطنين . 22- تشكيل جيش وطني فعال . 23- وضع حد للصحافة الزائفة . 24- حرية دينية لا تتعارض مع مصالح الوطن . 25- هيئة إدارية قوية للإشراف على هذه المطالب . 2- وحدة الدفاع الخاصة - شوتز شتافلن - Schutz stafflen ، بقيادة هاينريش هملر Heinrich himmler The marks of the end of HETLER and the regime that plunged the world into war and formed the core of the fanatical german resistance has cost so much allied blood and efort . 1- قوات العاصفة - شتورم أبتايلونج - Sturm abteilung ، بقيادة الكابتن إرنست رويم Ernst rohm 1- وحدة جميع الألمان داخل أمة ألمانية واحدة عظمى .
بعد مرور مايقرب من خمسة عشر عاما على الهزيمة الساحقة التى منيت بها المانيا فى الحرب العالمية الأولى ، تمكن حزب العمال الوطنيين الإشتراكيين المعروف إختصارا تحت إسم " النازى " من الوصول إلى الحكم وأصبح زعيمه " أدولف هتلر " مستشارا لألمانيا .
ومنذ اليوم الأول لوصوله إلى سدة الحكم سعى " هتلر " إلى إحكام قبضته على كافة شؤون البلاد ، فأقام حكما ديكتاتوريا بشعا مستخدما كافة أجهزة الدولة فى قمع المعارضة والتنكيل بها ، وتمكن بسرعة البرق من تحقيق أهدافه الشمولية المتطرفة ، فألغى الأحزاب السياسية وفرض سياسة الحزب الواحد على الجميع ، ولم يكن هتلر يهتم بمحاكمة مناوئيه ، بل كان يتخلص منهم بالإعتقال والإغتيال ، فقد كان يحتقر الديمقراطية ويسعى جاهدا إلى القضاء عليها ودحر كل من يطالبون بها ، وإستطاع هتلر خلال فترة وجيزة أن يسيطر على مقاليد الأمور داخل البلاد وحكمها بأسلوب شمولى قمعى بشع تمهيدا لتحقيق أطماعه التوسعية وضم أجزاءا أخرى من العالم إلى الرايخ الثالث .
كان هتلر عنصريا متعصبا للجنس الآرى ، وكان عداءه لليهود على أشده ، فقد جعل أحد أهم أهدافه إبادة اليهود فى شتى أنحاء العالم ، فأقام المعسكرات المزودة بغرف الغاز الخانق لإبادتهم ، حيث كان اليهود يساقون إلى حتفهم فيها بالجملة ، وفى كل بلد إحتلها هتلر كان يدفع بالأبرياء من اليهود رجالا ونساءا وأطفالا ، شيبا وشبابا ، إلى غرف الموت ، وتمكن هذا السفاح المجرم خلال سنوات قليلة جدا من إعدام مايقرب من ستة ملا يين يهودى بريئ
.
ولم يكن اليهود وحدهم ضحايا غطرسة هتلر وعنصريته ، ولكن طال ذالك أيضا عددا من الأجناس الأخرى التى كان الطاغية يرى أنها أحط قدرا من الجنس الآرى ، فلم يسلم من ذالك الروس والغجر والعرب والأتراك وغيرهم ممن رأى أنهم يحملون فى داخلهم حقدا على النظام النازى فى ألمانيا .
عمل هتلر على إعداد ألمانيا لتكون السبب فى إشعال الحرب ، وبدأ مع إستقرار الأمور له داخل البلاد بعد إخماده لأصوات المعارضين له والمناوئين لسياساته فى تنفيذ خططه البشعة الأخرى .
كانت بريطانيا وفرنسا غارقتان فى مشاكلهما الإقتصادية ، ولم تلتفتا إلى الخطر النازى الرابض على الأبواب عندما خرق هتلر معاهدة فرساى أو عندما ضم النمسا إلى ألمانيا أو عندما إستولى على البقية الباقية من تشيكوسلوفاكيا .
ولكن نذر الحرب بدأت تلوح فى الأفق عندما زحفت جيوش الطاغية على بولندا ، فإستيقظ الحلفاء من سباتهم وعقدوا العزم على مواجهة هذا السفاح وإيقاف أطماعه عند حدودها مهما كانت النتائج .
أعلنت المانيا الحرب ، وجرَّت إليها معظم دول العالم ، وراح عشرات الآلاف يتساقطون قتلى على كافة الجبهات فى معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وتمكن هتلر فى منتصف عام 1942 من الإستيلاء على أكبر مساحة من الأراضى الأوروبية كما لم تفعل أى دولة فى التاريخ القديم والمعاصر ، فى الوقت الذى كانت المانيا تسيطر فيه على أجزاء كبيرة من شمال إفريقيا وتعد نفسها للزحف صوب مصر .
* * * * *
وفى هذا التوقيت الحرج ، وبينما كان أحد من الألمان لا يجرؤ أن يفتح فاه بكلمة تمس الفوهرر أو تحاول نقد سياساته الإجرامية المدمرة ، فى الوقت الذى باع فيه معظم الألمان أنفسهم لهتلر ووضعوا حياتهم تحت تصرف دماغه السادى المريض ، فى الوقت الذى كان الملايين من المواطنين الألمان يعيشون حياة السلبية واللامبالاة بكل هذه الفظائع التى تجرى من حولهم وتتم بإسمهم ، فى هذا الوقت الذى كان الجميع يرفعون فيه شعارات الخوف والسلبية والرعب والإنهزامية والإنقياد الأعمى لرغبات السفاح البربرى النازى السادية ، فى هذا الجو المشبع بالخوف والملىء بالرعب ، ظهرت هذه الوردة البيضاء الصغيرة الشابة : مجموعة من طلاب جامعة ميونيخ قرروا الخروج عن المألوف السلبى ، والعزف على نغمة عذبة صافية نقية مغايرة للنغمة الصاخبة المألوفة ، قرروا أن يصيحوا بأعلى أصواتهم مطالبين بسقوط الطاغية ، وإندحار النازية ، والبقاء للحرية .
تعددت إنتماءاتهم وميولهم ، وإختلفت تخصصات دراستهم ، ولكنهم إتفقوا على شىء واحد هو العمل على إسقاط النظام النازى الذى عصف بالبلاد وأذاق أهلها مر العذاب وجعل من حياتهم جحيما لا يطاق ، وحول شبابهم إلى أدوات للموت وضحايا لرغبات الفوهرر الشاذة السادية .
وعلى الرغم من أن " الوردة البيضاء " كانت تضم فى عضويتها وجوها شابة كثيرة مابين أساتذة فى الجامعة وطلاب فيها ، إلا أن الوجه المشرق الذى كان يميز هذه المجموعة هى تلك الفتاة العشرينية ذات الملامح الطفولية الصافية البريئة والسحنة الهادئة المبتسمة التى تخفى ورائها كما هائلا من التمرد على الأوضاع المرة اللاإنسانية ، ورفض الخضوع للنظم الديكتاتورية الوحشية ، وتقديم الموت على حياة الذلة والمهانة والتبعية ، والتضحية بكل غال ونفيس من أجل السعادة والرخاء والسلام والحرية ، إنها " صوفيا شول " التى جازفت بحياتها من أجل تحرير بلادها من سطوة وسيطرة نظام الحكم النازى الذى كان يعيث فى بلادها فسادا ويحكمها بالحديد والنارويقودها إلى الهاوية بكل همجية ووحشية وبربرية .
* * * * *
ولدت صوفيا فى التاسع من أيار ( مايو ) عام 1921 بمدينة فروختنبرج frochtenberg لوالد كان يشغل منصب رئيس بلديتها ، وفى عام 1932 إنتقلت عائلة صوفيا إلى مدينة أولم ulm وإستقرت بها ، وبعد ذالك بعام واحد تغير الوجه الحضارى لألمانيا مع وصول النازيين إلى السلطة بزعامة هتلر ولم يكن
عمر الفتاة يناهز الثالثة عشرة بعد .
وعندما كانت صوفيا تدرس فى المرحلة الثانوية إلتحقت كمعظم أقرانها بـ" منظمة الشباب الهتلرى " التى أنشأها هتلر خصيصا لدمج الشباب فى بوتقة سياسية واحدة والحيلولة دون بروز إتجاهات سياسية معارضة لنظام حكمه بين صفوفهم ، ولكن صوفيا لم تتأثر على الإطلاق بهذا الأمر ، فقد كانت تمتلك منذ نعومة أظفارها حاسة نقدية قوية مكنتها من رفض السياسات العنصرية التى كان هتلر ينتهجها فى محاربة خصومه ، إضافة إلى أن الآراء السياسية المعارضة التى كان والدها وأصدقائها يتداولونها سرا فينا بينهم قد ساهمت بشكل فعال فى حياكة نسيجها الفكرى الرافض لسياسات الحكم النازى الداخلية والخارجية .
وقد تركت عملية إعتقال شقيقها هانز وبعض رفاقها دون مبرر عام 1937 لفترة قصيرة أثرا عميقا عليها ، ودفعتها تلك الأزمة إلى أن تفكر جديا فى إخراج معارضتها للنظام النازى من حيز السرية الفكرى إلى رحاب التنفيذ الواقعى ، لتصبح واحدة من أشهر المعارضات للنظام النازى فى المانيا وإحدى ضحاياه فى ذات الوقت .
لم تكن إهتمامات صوفيا تنصب فى محيط السياسة فحسب ، وإنما كان لديها العديد من المواهب والهوايات التى غطت مجالات أخرى كثيرة ، فقد برعت فى فن الرسم ، وإتصلت بالعديد من فنانى عصرها الذين ساعدوها على تنمية موهبتها وإثرائها ، كما أنها كانت شديدة التوق إلى القراءة والمطالعة خاصة فى المجالات العلمية والفلسفية ، كما أن عشقها للموسيقى كان بلا حدود حيث كانت تشترك مع بعض زملائها وأصدقائها فى تنظيم أمسيات موسيقية يتمتعون فيها بالإستماع إلى الموسيقى المحببة إلى قلوبهم ، كما كانت تقضى أوقاتا طويلة فى نزهات ممتعة مع أصدقائها فى التزلج والسباحة ، ولقد شكلت هذه الهوايات العالم الخاص لصوفيا شول و البديل الحقيقى للواقع المر الذى حول فيه النظام النازى البلاد إلى جحيم لا يطاق .
وفى ربيع 1940 تخرجت صوفيا من المدرسة الثانوية بتفوق ملحوظ ، وكانت أطروحة تخرجها تحت عنوان " اليد التى تهز المهد قادرة على أن تزلزل العالم " فى إشارة واضحة إلى وعيها ونضجها الفكرى الشديد وإيمانها بقدرتها كإمرأة على تغيير الواقع نحو الأفضل ، وطابعها الفريد فى التمرد على كافة أشكال التمييز التى تعانى منها المرأة والأقليات فى بلادها .
* * * * *
كان النظام فى ألمانيا فى ذالك الوقت يشترط على كل من يرغب فى الإلتحاق بالجامعة أن يقضى فترة فى الخدمة الإلزامية فى إحدى مؤسسات الخدمات العامة ، وكانت صوفيا تأنف من ذالك لأنها لم ترد أن تشارك هؤلاء المجرمين فى إجرامهم ولا أن تكون خاضعة لهم ولو لفترة وجيزة ، وظنت أنه بإستطاعتها أن تستبدل ذالك بالعمل التطوعى فى إحدى رياض الأطفال حيث كان عشقها لهم بلا حدود ، فالتحقت بالعمل كمدرسة فى إحدى رياض الأطفال بمدينة أولم ، ولكن أملها هذا ذهب أدراج الرياح ، فلم تحظى بالقبول فى الجامعة إلا بعد أن عملت لدة ستة أشهر فى إحدى فروع هذه المؤسسات فى بلومبرج .
ولقد دفعها النظام شبه العسكرى الذى كانت تخضع له خلال تلك الفترة والذى إكتشفت أنه يغتصب حرية الفرد ويحوله إلى مجرد عبد للنظام الذى يسيطر عليه هتلر إلى التفكير مليَا فى إتخاذ موقف حاسم تجاه النظام النازى .
وفى مايو 1942 إلتحقت صوفيا بجامعة ميونيخ بعد أن جابهت عوائق كثيرة تمكنت فى النهاية من التغلب عليها ، لتدرس العلوم البيولوجية والفلسفية التى كانت تعشقها ، وكان شقيقها ورفيق درب نضالها " هانز " يدرس الطب بذات الجامعة ، فعرفها على أصدقائه الذين وجدت صوفيا لديهم رغبة حاسمة فى التمرد على الوضع السائد فى المانيا والعمل على محاربة النظام النازى الحاكم سلميا ، حيث كانوا يشاركونها العديد من الميول والإهتمامات والمواقف السياسية المعارضة .
وفى هذا الجو الميونيخى الساحر بالنسبة لفتاة مثل صوفيا ، إلتقت بعدد من الفنانين والكتاب والفلاسفة الذين كان لهم أعظم الأثر فى تكوينها النفسى والثقافى ، وفى موقفها السياسى ، وكان على رأس هؤلاء البروفيسور " كورت هوبر " الذى ساهم بكثافة فى دعم تلميذته النجيبة " صوفيا " معنويا .
* * * * *
وفى مطلع صيف 1942 كانت صوفيا تؤسس بالإشتراك مع رفاقها وشقيقها " هانز شول " وبعض أساتذتها وعلى رأسهم البروفيسور " كورت هوبر " حركة " الوردة البيضاء " لمقاومة النظام النازى سلميّاً عن طريق مخاطبة الطلاب بواسطة المنشورات التى كان أعضاء الحركة يطبعونها ويوزعونها لفضح أساليب القمع والإجرام التى ينتهجها النظام النازى على الصعيدين الداخلى والخارجى ، وكانت صوفيا وشقيقها هانز يتولون فى الغالب عملية طبع هذه المنشورات وتوزيعها فى طرقات وممرات ودهاليز الجامعة ، وكانوا يخرجون ليلا لنقش جدران المنازل والشوارع بالعبارات المعادية لهتلر والنازية
والمطالبة بالحرية .
وإمتد تأثير حركة " الوردة البيضاء " بعد ذالك إلى طلاب جامعات أخرى فى هامبورج وبرلين وفيينا وغيرها ، وكان أعضاء الحركة وعلى رأسهم صوفيا شول يضعون فى مقدمة إهتماماتهم إطلاع الشباب الجامعى على حقيقة الفظائع التى يرتكبها هتلر ونظامه الإجرامى تجاه اليهود والبولنديين والمعارضين الألمان ، ولفت أنظارهم إلى حجم الفساد الذى تفشى فى مؤسسات الدولة والإنحطاط الأخلاقى الذى تفشى فى أوساط الشباب بتشجيع من السلطات العليا النازية .
فلقد أرادت " الوردة البيضاء" أن تكسر الحلقة المفرغة التى كان الكثيرون يدرورون فى إطارها منتظرين من سيبدأ أولا فى التصدى للنظام النازى من الداخل ، وهو الأمر الذى جعل من كل أصحاب الضمائر الحية فى المانيا يشعرون بالذنب لموقفهم السلبى من النظام الديكتاتورى النازى .
وكانت صوفيا على رأس هذه المجموعة المناضلة تشترك فى إنتاج المنشورات وتوزيعها على طلاب الجامعة ، وتخرج تحت جنح الظلام إلى الشوارع والميادين مستغلة موهبتها الرائعة فى نقش جدران شوارع ميونيخ بشعارات الحركة المناهضة لهتلر والمعادية للنازية ، لتفاجىء رجال الجستابو فى الصباح بهذه العمليات التى تستهدف التقليل من شأن هتلر ونظامه فى نظر المواطنين وحثهم على التمرد عليه ورفض الخضوع لسياساته الإجرامية البشعة .
وإستمر الحال على ذالك حتى كان هذا اليوم الذى تمكن فيه رجال الجستابو من إخماد هذه الأصوات المغردة فى فضاء الحرية إلى الأبد .
* * * * *
ففى الثامن عشر من شباط ( فبراير ) عام 1943 إستيقظت صوفيا وشقيقها هانز كعادتهما فى الثامنة صباحا ، وكان بحوزتهم مايقرب من الف وثمانمائة نسخة من المنشور الأخير الذى أصدرته الحركة والذى كانوا يعتزمون تفريقه على زملائهم طلاب الجامعة ، وتوجها فى العاشرة والنصف إلى الجامعة ليمارسا واجبهما المعتاد فى توزيع هذه المنشورات التى تجشما المشاق والصعاب فى كتابتها وطبع مئات النسخ منها .
وبينما كانت صوفيا وشقيقها هانز منهمكين فى عملية بعثرة هذه المنشورات فى دهاليز وطرقات الجامعة ، لمحهما الحارس " يعقوب شميد " وهما يلقيان المنشورات من فوق الدرابزين ، فأسرع خلفهما ، وعندما لاحظ هانز وصوفيا ذالك حاولا التخلص مما كان بحوزتهما فى إحدى الغرف القريبة ، ولكنهما لم يحاولا الفرار بل جمدا فى مكانهما منتظرين لحاقه بهما .
قام " شميد " بإلقاء القبض عليهما ، وتم إبلاغ الجستابو الذى قاد حملة واسعة النطاق طالت أصدقائهم ومعارفهم ، وتم تفتيش منزلهما وإحراز الآلة الكاتبة وآلة النسخ التى كانا يسخدمانها فى إنتاج منشوراتهم ، وتم إستجواب صوفيا وهانز قبيل أن يتم ترحيلهم إلى سجن مركز قيادة الجستابو فى مدينة ميونيخ .
* * * * *
وفى هذا المكان إلتقت صوفيا للمرة الأولى بـ" إلزا جيبل " التى كانت تقضى عقوبة السجن وإستغلت للعمل بمكتب الإستقبال بالسجن ، وكانت صاحبة الفضل فى رواية تفاصيل ماحدث لصوفيا فى أيامها الأخيرة من خلال الخطاب الذى أرسلته إلى والديها لتخبرهم بتفاصيل ماحدث لها خلال هذه الفترة فى تشرين الثانى ( نوفمبر ) عام 1946 .
إعتقدت إلزا منذ الوهلة الأولى أن خطئا ما قد أدى إلى إلقاء القبض على صوفيا ، فلم تتصور بداءة أن هذه الفتاة الجميلة ذات الملامح الطفولية البريئة والسحنة الهادئة قد تقوم بهذه الأفعال الغير محسوبة العواقب .
رافقت إلزا صوفيا خلال أيامها الخمسة الأخيرة فى زنزانتها ، وكانت صوفيا تتعرض للإستجواب بصورة شبه دائمة ، بينما كانت معنوياتها مرتفعة للغاية ، فقد كانت تتنبأ بهزيمة المانيا الوشيكة فى الحرب خلال ثمانية أسابيع على الأقل ، وبالفعل تحققت نبوئتها بعد وفاتها ، ولكن بفترة أطول مما كانت تتوقع .
كانت إلزا تحاول التخفيف عن صوفيا خلال هذه اللحظات الأخيرة من حياتها مانحة إياها جرعات من الأمل فى أن يتم تخفيف الحكم عنها أو إطلاق سراحها ، ولكن صوفيا لم تكن تعبء بهذا ، بل كانت تسعى إلى تحمل عبء ماحدث نيابة عن شقيقها وأصدقائها .
* * * * *
وعندما شعر " روبرت موهر " الذى كان يتولى التحقيق معها بقدر من التعاطف تجاهها ، حاول أن يمنحها فرصة جديدة لإطلاق سراحها عندما أخذ يشرح لها معنى النازية والشرف الألمانى ومدى شناعة ما إرتكبته - على حد تعبيره - تجاه النظام النازى ، كان موهر يريد أن يمنحها فرصة حقيقية للنجاة عندما سألها :-
" ... أنسة شول ... إن كنت قد تعلمت من هذا الدرس وفكرت جيدا فيما حدث ... بالتأكيد لن تندفعى ثانية فى مثل هذه الأفعال الطائشة المتهورة ... اليس كذالك ؟؟!! " ...
فما كان من هذه الفتاة الجريئة الشجاعة المضحية إلا أن أجابته بلهجتها الهادئة النبرة الواثقة من نفسها والمدركة لنتيجة ماتتفوه به :-
"... لا ياسيدى ... أنت مخطىء بالطبع .... إن قدر لى أن أغادر هذا المكان فسأكرر مافعلته مرات ومرات ... بالنسبة لك فإنه يجب أن تتوب عن الأخطاء التى ترتكبها بعملك هذا ... أما أنا .. فلا ... إنه واجبى يا سيادة المحقق !! . " ...
* * * * *
كانت صوفيا تحرص على أن تضيق دائرة الإتهام بقدر إستطاعتها عليها فقط ، وكانت تتمنى أن يتم إستبعاد شقيقها وأصدقائها من مواجهة هذه التهمة ، وقد صدمت عندما أخبرتها إلزا فى اليوم الرابع بعد القبض عليها بأن أحد أفراد مجموعتها قد زج به فى السجن ، كان هذا الفتى هو " كريستوف بروبست " ، شعرت صوفيا بالحزن والهلع لهذا الأمر ، فقد كانت تدرك جيدا أن كريستوف يعول أسرة بكاملها وكان يعمل جاهدا من أجل سعادتها ورفاهيتها ، وكانت صوفيا تحاول أن تستبعده دائما من هذه العمليات خوفا عليه وعلى مستقبل أسرته التى لا تحتمل فراقه .
كانت صوفيا تردد فى أيامها الأخيرة :-
" ... سوف أموت حتما ... ولكن كم عدد من لقوا حتفهم هذه الأيام فى ميادين القتال ؟؟ كم عدد الأطفال الصغار الواعدين الذين راحوا ضحايا لهذه الحروب البشعة ؟؟؟ لماذا أخاف من موتى إذا كان سينبه الآلاف من الناس ويوقظهم من غفوتهم ....
من قلب المأساة ومن بين أجساد الطلاب ... ستخرج الثورة حتما ..." .
كانت إلزا تمنحها الأمل فى إحتمالية أن تسجن لفترة ما ثم يطلق سراحها ولكنها كانت ترفض التفكير فى هذا الأمر :-
" ... إذا حكم على أخى بالموت ... فلا يجب أن أتوقع عقوبة أقل من هذا ... إننا فى النضال سواء ... ويجب أن نكون فى الموت سواء " .
وعندما أحضر لها أحد المحامين للتحدث معها فى إجراء شكلى قبل المحاكمة ، سألها عما إذا كان يمكنه أن يطلب العفو عنها على إعتبار أنها إمرأة .. أو صغيرة فى السن ، لم تدعه صوفيا يستأنف حديثه قائلة أن لديها طلب واحد ترجوه أن يعمل على تنفيذه هو أنه فى حالة الحكم بإعدام شقيقها ينبغى أن يتم ذالك بإطلاق الرصاص بدلا من المشنقة أو المقصلة لأنه كان جنديا يقاتل فى الصفوف الأولى ، وقبل أن يفيق الرجل من ذهوله عاجلته هذه الفتاة الشجاعة اللامبالية بالمصير الذى ينتظرها بتسائل آخر عما إذا كان سيتم شنقها على رؤوس الأشهاد أم سيتم قطع رقبتها بالمقصلة !! .
وجهت صوفيا ... الفتاة الصغيرة البريئة ... هذه الأسئلة إلى محاميها بنبرة هادئة وبرباطة جأش يعجز عنها الأشداء من الرجال ، وكان ذهول محاميها حائلا بينه وبين قدرته على إجابتها .
* * * * *
وفى الثانى والعشرين من شباط ( فبراير ) عام 1943 كانت صوفيا على موعد مع القدر ، أيقظتها إلزا فى السابعة من صباح ذالك اليوم لتستعد للمثول أمام المحكمة التى لا إستئناف فيها ولا معارضة ، جلست صوفيا على حافة فراشها تقص على إلزا حلمها الأخير الذى شاهدته قبل لحظات ، فقد رأت فيما يرى النائم أنها كانت تحمل طفلا جميلا فى رداء أبيض طويل فى طريقها كى تعمده ، كان الطريق إلى الكنيسة جبليا شديد الإنحدار ، ينتهى بمجلدة ( سطح مائى متجمد ) تفصل بينه وبين الكنيسة التى تقع على الجانب الآخر ، حملت صوفيا طفلها بكل ثبات حتى بلغت هذه المجلدة التى ما إن قاربت على الوصول إلى جانبها الآخر حتى تصدع الجليد تحت قدميها ، وكان لديها الوقت الكافى لكى تضع الطفل على الجانب الآخر وتتركه فى أمان قبيل أن تهوى فى القاع .
وفسرت صوفيا حلمها هذا قائلة أن الطفل ذو الملابس البيضاء هو أفكارها التى ستبقى على الرغم من كافة العوائق التى تعترض طريقها :-
" ... لقد كتب علينا أن نمهد الطريق للأجيال القادمة ... ولكن يجب أن نموت مبكراً من أجل أن تحيا أفكارنا ..." .
كانت هذه هى آخر الكلمات التى تحدثت بها صوفيا شول مع صديقتها إلزا جيبل قبيل أن يفترقا إلى الأبد ، فبعد لحظات إستدعيت إلزا إلى عملها ، ثم أخذت صوفيا إلى المحكمة .
* * * * *
كانت المحاكمة التى عقدت لصوفيا وشقيقها هانز وصديقهما كريستوف بروبست عبارة عن مسرحية هزلية لإضفاء قدر من المشروعية الزائفة على المصير الذى كان فى إنتظارهم بعد ذلك بسويعات قليلة !! .
فقد بدأت الجلسة فى العاشرة من صباح هذا اليوم المشئوم ، وكان القاضى قد عيَّن محاميا للدفاع عنهم كإجراء شكلى لا هدف منه سوى إقناع الرأى العام بأن المحاكمة قد أخذت مجراها الطبيعى ، وقد قرر الإدعاء عدم إستدعاء أى من شهود النفى بحجة أن المدعى عليهم سبق إعترافهم بالتهم الموجهة لهم !! .
وعندما رفعت الجلسة لبعض الوقت كى يتناول القضاة طعام الغداء ، وقف " يعقوب شميد " الحارس الذى وشى بهم يتفاخر بفعلته أمام الجمهور الذى تم حشده فى القاعة ، متلقيا منهم كلمات وعبارات الإطراء والمديح والإعجاب والتقدير والإستحسان ، لأنه وشى بهؤلاء الأبرياء الثلاثة الذين ينتظرهم مصير مظلم بعد ساعات قليلة سببه لهم وشاية هذا الرجل الذى لم يتورع عن الظهور فى قاعة المحكمة لكى يعبر عن تشفيه فيهم ، ولم يسجل أى من أعضاء هيئة المحكمة أدنى إعتراض على هذا الفصل الهزلى الذى إكتمل بعد ذالك بلحظات قليلة .
ففى حوالى الثانية عشرة والنصف ، وصل " روبرت شول " و " ماجدلينا شول " والدى هانز وصوفيا إلى قاعة المحكمة بينما كان المحامى يقدم دفاعه الهزيل المتفق عليه مسبقا ، فما كان من " روبرت شول " إلا أن طلب أن يتولى مهمة الدفاع عن أبنائه ، فأمر القاضى عملاء الجستابو المتواجدين فى القاعة بإخراجه منها على الفور !! .
وإنتهت الجلسة بعد ذالك بحوالى عشر دقائق بإدانة الشبان الثلاثة ، وحكم على صوفيا شول وعلى هانز شول وكريستوف بروبست بالموت لأنهم حاولوا تحطيم القيود التى فرضت عليهم دون إرادتهم .
حاول الوالد المكلوم أن يقدم طلبا عاجلا بالعفو عن أبنائه ، إلا أن محاولته بائت بالفشل ، وطلب منه أن يتوجه إلى السجن كى يلقاهم للمرة الأخيرة .
* * * * *
وفى الساعة الخامسة من مساء هذا اليوم ، أسدل الستار على حياة المناضلة الألمانية الشابة صوفيا شول وشقيقها هانز وصديقهما ، عندما نفذ فيهم الحكم الجائر بإعدامهم ، وتم قطع رؤوسهم على مقصلة النظام النازى الجائر الذى إنتقم منهم لأنهم حاولوا مقاومة الطغيان والحصول على حريتهم التى سلبها منهم هؤلاء الطغاة الذين لم يستمروا طويلا وتحققت فيهم نبوءة صوفيا شول التى صرخت فى وجه القاضى بجرأة تحسد عليها :-
" ... سيأتى اليوم الذى تقف فيه مكانى ... "
فى إشارة واضحة إلى أن النظام النازى الذى يمثله هو المجرم الحقيقى الذى يجب أن يعاقب وليست هى التى لم تقم سوى بواجبها تجاه بلادها وتجاه الإنسانية .
رحلت صوفيا شول عن عالمنا ولم يكن عمرها قد تجاوز الحادية والعشرين سوى بتسعة أشهر وثلاثة عشر يوما وسويعات قليلة ، ولكن أثرها الذى خلفته بوقفتها التى لا مثيل لها فى وجه الطغيان الذى كان يحكم بلادها قد كتبت لها عمرا جديدا بذكراها التى ستعيش بيننا إلى الأبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق