التأمل ترياق للتوتر
يعتبر التأمل الآن ترياقاً مفيداً للتوتر الناجم عن النمط المعاصر لأسلوب عيشنا. وعند
ذكر كلمة "تأمل"، يتخيل العديد من الأشخاص صورة رجل ملتحٍ يجلس أمام كهف أو
على أعلى هضبة وهو يشبك ساقيه. لكن تقنية التأمل القديمة باتت مستعملة اليوم في
الحياة العصرية إذ تساعدنا على مواجهة مخاوفها ومشاكلها. وثمة أنواع عدة من التأمل
لكنها تهدف كلها إلى توجيه انتباهك عمداً لتعديل حالة الوعي لديك. ويمكن القول إن
فقد بات المزيد من الأطباء يصفون
التأمل كوسيلة لخفض ضغط الدم، وتحسين الأداء الرياضي، ومساعدة المصابين بالربو
على التنفس بسهولة أكبر، وتخفيف الأرق والاسترخاء عموماً. والتأمل هو طريقة
بسيطة وآمنة لإعادة التوازن إلى الحالة الجسدية والعاطفية والعقلية للشخص. ورغم أن
التأمل بسيط جداً، فإنه قادر على توفير المنافع للجميع. واللافت أن اختصاصيي
الرعاية الصحية، الذين يمتعضون غالباً من التأثيرات الجانبية للعقاقير المخصصة
لمحاربة الإجهاد، اعتمدوا التأمل ووثقوا به. فقد وجدوا فيه أداة مفيدة لتخفيف الإجهاد
والتوتر وبات أطباء اليوم يستمتعون مع مرضاهم بالفوائد الصحية للتأمل المنتظم.
تجدر الإشارة إلى أن استعمال التأمل للشفاء ليس أمراً جديداً. بالفعل، نجد أن تقنيات
التأمل متأصلة في تقاليد العديد من الديانات حول العالم. وتبرز أهمية التأمل في
التخفيف من المعاناة وتحفيز الشفاء، علماً أنه يستخدم لهذه الغاية منذ آلاف الأعوام.
يمكن استعمال التأمل بمثابة أداة مفيدة للتخفيف من التوتر، والمساعدة على الاسترخاء،
وتحسين التركيز، وتهدئة العواطف، وتحرير الإبداع، وتعزيز الثقة في النفس
والمساعدة على الاستمتاع بنوم عميق ومريح. الشروع في التأمل قد يبدو التأمل أمراً
غريباً بالنسبة إلى الشخص العادي، أو ربما أمراً يصعب تنفيذه من دون إشراف
اختصاصي. إلا أن الأسواق تزخر اليوم بالأقراص المدمجة المشتملة على تعليمات
مفيدة والتي يمكن استعمالها للاستمتاع بفوائد التأمل. حاولي الجلوس لوقت قصير في
مكان هادئ تماماً. أبعدي عنك كل مصادر الإزعاج واللهو. خصصي عشر دقائق كل
يوم للتأمل في البداية. يجب أن يكون ظهرك مستقيماً، ولذلك إجلسي منتصبة على
الأرض واشبكي ساقيك. يمكنك أيضاً شراء مسند منخفض للقدمين لاستعماله في
وضعية الركوع. ولشبك الساقين، يجب أن تكون ركبتيك على الأرض لمنحك الثبات
اللازم ومنع ظهرك من الانحناء. ولذلك أنت بحاجة إلى وسادة ممتلئة لرفع مؤخرتك
ووركيك، أو حتى بطانية ملفوفة على بعضها. وبعد تثبيت ركبتيك على الأرض، يمكنك
طيّ ساقيك بأية طريقة تجدينها مريحة. إرتدي الثياب المريحة وأبقي رأسك عالياً
وعينيك نصف مغمضتين. فإذا أبقيت عينيك مفتوحتين تماماً، سيكون من الصعب بلوغ
الحالة الشبيهة بالحلم. وفي حال إغماض العينين، يحتمل أن تبلغي حالة الأحلام
بسهولة. ضعي يديك أمامك، على أن تحتوي يدك اليمنى يدك اليسرى وتتلامس
الأصابع مع بعضها في شكل بيضوي. أرخي يديك في حضنك وأرخي كتفيك. حاولي
أيضاً إرخاء عقلك، وإذا وجدت أنه بدأ يتشتت لا تعتبري ذلك خطأ. وأثناء كل استنشاق
للهواء، عدّي حتى رقم معين أثناء الشهيق ومن ثم بالعكس أثناء الزفير حتى تتمكني من
الاسترخاء. إلا أنك قد تعانين من القلق في بعض الأحيان، وتجدين نفسك عاجزة عن
صرف انتباهك وتفكيرك عن أمر معين، حتى أثناء الشهيق والزفير. لا تغضبي أبداً،
وإنما إنتبهي إلى الأفكار والمشاعر التي تراودك، ثم استأنفي العدّ أثناء الشهيق والزفير.
واعلمي أن عدّ الأرقام أثناء التنفس هو تقنية يمكنك استعمالها بفاعلية في كل أشكال
التأمل.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق