دول جديدة تدخل في الصناعة المالية الإسلامية خلال2011
محيط ـ سالي العوضي
باتت المصرفية الإسلامية محط أنظار خبراء المال على مستوى العالم ليتعرفوا على أسس الصيرفة والتمويل الإسلامي وكيف نجت الصيرفة الإسلامية في الخوج من براثن الأزمة العالمية، حيث حققت الصناعة المالية الإسلامية لأول مرة خلال أربعة عقود من عمرها انجازاً كبيراً ، مسجلة العديد من الإنجازات خلال العام الماضي 2010، من أهمها معدل النمو خلال عام الأزمة، حيث بلغ معدل نمو الصيرفة الإسلامية 28% خلال عام 2009، في حين لم تحقق المصارف التقليدية أي معدل نمو يذكر.
وقد انتشرت هذه الصناعة في دول لم يسمع بها أحد أنها قريبة من الإسلام أو معتقداته تفتح أبوابها وتتركها مشرعة للنظام المالي الإسلامي؛ من الفلبين ذات الأغلبية المسيحية إلى الهند بسكان معظمهم من الهندوس، ومالطا،
ولوكسمبورج التي تحن إلى ماضي بنوكها الإسلامية، ومن هنا يمكنا رصد بعض أهم محطات الصناعة المالية الإسلامية خلال العام الماضي.
ألمانيا تفتح أول بنك إسلامي
يعترف مسئولون كبار في الدولة بدور الشريعة الإسلامية في الاستراتيجية المالية، كاختيار ثالث بديلا عن الرأسمالية والاشتراكية، وتتجه إلى افتتاح أول بنك إسلامي في مدينة مانهايم في يناير/كانون الثاني، مع وعد بافتتاح بنوك إسلامية أخرى، ويتجه سكان ولاية ساكسن إلى التعاملات المالية الإسلامية.
الهند تلحق بركب القافلة الإسلامية
أشار خبراء إلى الهند تمضي قدماً في تطبيق المزيد من أنظمة التمويل الإسلامي، وتأتي هذه الخطوة بعد رفضها الدائم خلال السنوات الماضية لتطبيق أي نوع من هذا النظام، فإن الخطوة جاءت على ما يبدو من ضغط المسلمين ورفضهم الدائم للتعامل مع الأدوات الربوية، حيث يتجاوز عددهم الـ 150 مليون نسمة، فيما تعمل الحكومة بجدية للتغلب على ظاهرة عزوف المسلمين عن التعامل مع البنوك التي لا تتوافق نظمُها مع تعاليم الدين الإسلامي، كما تُخطط للقيام بإصلاحات مصرفية متعددة داخل نظامها المالي بهدف جذب الاستثمارات من دول الخليج.
روسيا تسعى لتصبح بوابة الصناعة في شرق أوروبا
تسعي موسكو لبناء نظام مصرفي إسلامي موسع، وتطلب من ماليزيا ودول عربية مساعدتها في وضع وتنفيذ خطة لنظام مالي إسلامي متكامل، على خلفية نمو الطلب على الخدمات المالية الإسلامية فيها، حيث تسعى لأن تكون بوابة لدخول هذه النوعية من الخدمات إلى أوروبا الشرقية.
فرنسا تسنّ إطارا قانونيا يناسب إصدار السندات الإسلامية
تحرك لتعديل الإطار القانوني والمالي لديها ليناسب إصدار سندات إسلامية، فيما تجتهد باريس إلى اجتذاب هذه الصناعة سريعة النمو، كما أعلنت فرنسا افتتاح أول بنك إسلامي فيها بعد موافقة مجلس النواب الفرنسي على تعديل قانون المصارف بما يسمح بفتح مصارف إسلامية، ويذكر أن المجلس الفرنسي للمالية الإسلامية يسضيف مؤتمر المالية الإسلامية من التكييف إلى التجديد، وذلك بحضور عدد كبير من خبراء الصناعة وتحت رعاية البنك الإسلامي للتنمية.
الفلبين.. خطوة أولى نحو الصناعة
تعتبر أكبر دولة مسيحية في آسيا، تفكر في إصدار صكوك إسلامية قيمتها 500 مليون دولار، لتصبح بذلك أحدث عضو في سوق الصيرفة الإسلامية، وتبدأ من شركة الطاقة الوطنية المديونة بمبلغ 325 مليون دولار؛ ليتم تحويلها إلى صكوك مطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية، هذه الخطوة سبقتها محاولة لإصدار صكوك بقيمة مليار دولار، لكنها تأخرت بسبب الأزمة المالية العالمية.
لوكسمبورج تتجه للمصرفية الإسلامية لتحقيق العدالة الاجتماعية
قال رئيس البنك المركزي إن لوكسمبورج هي دولة صغيرة المحشورة في وسط قارة أوروبا ترى في المصرفية الإسلامية مجالا لتحقيق العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أن المعاملات المالية الإسلامية أخلاقية ومهمة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي قادرة على خدمة غير المسلمين أيضا، ولهذه المميزات وزيادة الطلب على التعاملات المالية الإسلامية عمدت لوكسمبورج خلال العام الماضي في العودة إلى هذه الصناعة، وهي عودة في الحقيقة بسبب أنها كانت لديها مؤسسات بنكية إسلامية في سبعينيات القرن الماضي، في المقابل سعت الحكومة إلى إزالة جميع العقبات القانونية التي تواجه التمويل الإسلامي، وتستعد الآن لتصبح واحدة من المراكز الرائدة في قطاع التمويل الإسلامي في العالم.
مالطا تعمل بجدية لتهيئة البيئة المناسبة
تقيم مؤتمرا لاستكشاف الفرص في عالم التمويل الإسلامي بعنوان مالطا قطاع الخدمات المالية.. التغيير والفرص: تحقيق النمو المستدام في بيئة مستقرة، فيما تعيد صياغة جملة من القوانين التي تحكم بيئة العمل وتهيئها للعمل المصرفي الإسلامي، ويؤكد المسئولون أن هذه القوانين تتسم بتوفير حماية لعمليات الصكوك في حالة الاستثمار في المنتجات المصرفية الإسلامية، مع سهولة تأسيس شركات ذات طابع خاص، تعمل في المجال الاستثماري، كما أن هذه القوانين تتيح عدم ازدواجية الضرائب على الأصول الثابتة التي تشجع العمل المصرفي الإسلامي الذي يقوم على الإجارة والتملك.
البنوك المغربية اهتمام بالإجارة والمرابحة
بعد مضي عام ونصف العام على السماح بالعمل وفق النظام المالي الإسلامي، يذكر تقرير البنك المركزي المغربي أن رقم معاملات المصارف المغربية المتعلق بهذه الصيغ التمويلية جاءت مشجعة نسبياً بخصوص صيغتي المرابحة والإجارة، حيث سجلت رقم معاملات بلغ 500 مليون درهم "الدرهم المغربي يعادل ثمانية دولارات تقريبا"، إلا أن حصيلة صيغة التمويل بالمشاركة جاءت مخيبة للآمال؛ إذ لم تقدم المصارف على أي عملية تمويل بهذه الصيغة.
أفغانستان المضطربة.. الخدمات المصرفية الإسلامية تنمو ببطء
هي المنطقة الأكثر حساسية التي تمتد إليها المصرفية الإسلامية خلال العام الماضي، تستقبل كابول حدثا مهما، هو الأول في تاريخها، حيث ينظم مهتمون مؤتمرا دوليا يهدف إلى استكشاف فرص التمويل الإسلامي هناك، وتأتي الخطوة بالتعاون مع مركز الهدى للخدمات المصرفية الإسلامية.
وقال الشيخ الزبير مغل، الرئيس التنفيذي للمركز في تصريح نقلته صحيفة "الاقتصادية" : إن أفغانستان هي السوق المتنامية الناشئة لصناعة المالية الإسلامية. يذكر أن إجمالي البنوك العاملة في أفغانستان في الوقت الراهن وصل إلى 18 بنكا، بما في ذلك المصارف الأجنبية، بينها عدد من البنوك الإسلامية، وتعتزم عدد من البنوك التقليدية إطلاق عمليات الخدمات المصرفية الإسلامية في المستقبل القريب.
أذربيجان تستضيف فعاليات الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية
استضافت باكو العاصمة فعاليات الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، كما تعقد على هامش الاجتماع السنوي، اجتماع مجلس محافظي البنك واجتماعات عدة، منها اجتماع مجلس محافظي المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، واجتماع مجلس محافظي صندوق التضامن الإسلامي للتنمية والجمعية العمومية للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، والجمعية العامة للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة. ويتيح الاجتماع فرصة لتنظيم الندوات، وحلقات العمل، والمنتديات، حول موضوعات مختارة ذات أهمية راهنة بالنسبة للدول الأعضاء في البنك.
مؤتمر دولي حول التمويل الإسلامي في موريشيوس
تصبح وجهة مهمة في عالم الصناعة بعد أن دخلتها المصرفية الإسلامية بداية العام قبل الماضي. وتستضيف في الربع الأخير من العام المؤتمر الدولي حول الصيرفة والتمويل الإسلامي، ويعد هذا المؤتمر أحد أكبر المؤتمرات حول الصيرفة والتمويل الإسلامي. ويأتي عقده كمحاولة من الجزيرة لتحسين معدل النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية، ورفع مستويات المهارة من خلال تحسين التعليم وزيادة الوعي المصرفي الإسلامي لتشجيع الاستثمار في الصناعة المالية الإسلامية، وذلك في وقت تواجه فيه الجزيرة مجموعة من التحديات بسبب ارتفاع معدلات البطالة وزيادة المنافسة الخارجية لأسواق التصدير.
اليابان تصدر أول صكوك
البنك الياباني المركزي يتوجه على استحياء نحو المصرفية الإسلامية، ففي خطوة جديدة تصدر اليابان صكوك مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، في خطوة وصفها المراقبون الاقتصاديون بأنها تاريخية، باعتبارها دشنت لأول اختراق للصكوك الإسلامية لمجموعة الدول الثماني الكبار وهي مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى وروسيا.
تونس: التجربة تحتاج إلى مزيد من الخطوات
مع دخول مصرف "الزيتونة الإسلامي" طور النشاط خلال العام قبل الماضي، يتغير مشهد القطاع المصرفي في تونس، ويتعزّز واقعه، بدخول منتجات جديدة ومتنوعة، هذا على الرغم من أن الصيرفة الإسلامية لم تكن معدومة في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا، حيث يعد بنك التمويل التونسي السعودي التابع لمجموعة البركة العالمية، أول بنك إسلامي أنشئ في تونس عام 1983، بمساهمة رساميل تونسية وسعودية، وأشار المختصين إلى أن التجربة في حاجة إلى المزيد من الإجراءات القانونية والاقتصادية.
كوريا الجنوبية تتطلع إلى مزيد من الفرص
مع تزايد إقبال الكوريين على الإسلام، تتطلع الجهات المالية إلى اكتساب مزيد من فرص التمويل الإسلامي. وتعلن الحكومة عبر موقعها الإلكتروني الفرص الإيجابية للأزمة المالية العالمية، وكيفية الاستفادة منها، حيث تكشف هذه الدولة الواقعة في شرق آسيا قدرتها على تحويل المحنة إلى منحة وتطلعها إلى ركوب موجة التمويل الإسلامي والصيرفة الإسلامية لتستفيد من الفرص التي توفرها هذه الصناعة، وتعمل في المقابل على تنظيم مؤتمر دولي للتمويل الإسلامي في العاصمة سول.
جيبوتي: تسارع وتيرة التعاملات المصرفية الإسلامية
تتطلع جيبوتي إلى بناء قاعدة للاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية، ولا سيما مع نمو اقتصادها الواعد الذي يدفع بكثير من الدول الكبرى للتسابق إليها، وتتعاون جيبوتي في هذا الخصوص مع دول متقدمة في مجال المصرفية الإسلامية، كما هو الحال مع السعودية والسودان وغيرهما، وتنجح في تنظيم دورة تخصصية في فقه المعاملات المالية في الإسلام تحت شعار نحو مصرفية متميزة، وذلك بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف وبالتنسيق مع لجنة شباب إفريقيا في مكتب الندوة في الرياض، هذا يحدث متزامنا مع تزايد أعداد البنوك الإسلامية.
موريتانيا تستنجد بالنظام المالي الإسلامي
تتقدم الصناعة المالية الإسلامية في هذا البلد بخطى كبيرة، وتزداد قناعة الاقتصاديين الموريتانيين بأهميتها، ولا سيما في الوقت الحالي، حيث تهتم البلاد بفتح الباب واسعا أمام الاستثمارات الأجنبية، ويدعو الاقتصاديون هناك إلى ضرورة العمل على إنشاء مزيد من المصارف الإسلامية والترخيص لها لاستقطاب المستثمرين الذين يثقون بهذه المصارف التي نجحت في الآونة الأخيرة في إثبات جدواها في كثير من دول العالم. ويؤكد أكثر المحللين والاقتصاديين الموريتانيين، أن البلاد في حاجة ماسة إلى مزيد من المصارف الإسلامية لإنعاش حركة الاستثمار والسيولة النقدية.
إندونيسيا تستضيف المنتدى الآسيوي للصكوك
نظمت إندونيسيا المنتدى الآسيوي للصكوك، وذلك في العاصمة جاكرتا، ليناقش عددا من المواضيع الرئيسة، التي من أهمها تطوير وابتكار الصكوك، إضافة إلى موضوع مهم وهو إدارة المخاطر الشرعية والقانونية وتسوية المنازعات، ويولي المؤتمر أهمية كبيرة لجانب التحكيم في تسوية النزاعات حول الصكوك التي ظهرت على الساحة أخيرا بعد أزمة الصكوك الإسلامية في دبي، إضافة إلى عولمة التمويل الإسلامي وأهمية إعداد الجيل المقبل للتعامل مع التمويل والمصرفية الإسلامية.
المؤتمر الأول للمال الإسلامي في قطر
تستضيف الدوحة المؤتمر الأول للمال الإسلامي بحضور مصرفيين ورجال أعمال، ويأتي المؤتمر ضمن خطوات قطر الداعمة للمصرفية الإسلامية، حيث يظهر على الساحة منذ فترة الاهتمام القطري بالمصرفية الإسلامية وانتشار العديد من المصارف وشركات المال الإسلامية هناك.
عام 2011 والمصرفية الإسلامية
تشير التقارير إلى أن المصرفية الإسلامية سجلت العديد من الإنجازات خلال العام الماضي 2010، من أهمها معدل النمو خلال عام الأزمة، حيث بلغ معدل نمو الصيرفة الإسلامية 28% خلال عام 2009، في حين لم تحقق المصارف التقليدية أي معدل نمو يذكر، كما أصبحت المصرفية الإسلامية محط أنظار خبراء المال على مستوى العالم ليتعرفوا على أسس الصيرفة والتمويل الإسلامي وكيف نجت الصيرفة الإسلامية من براثن الأزمة العالمية.
ولفت خبير مصرفي إلى أن العديد من المؤتمرات أقيمت في معظم دول العالم، منها إنجلترا وأمريكا وفرنسا، طُرِح فيها عديد من القضايا المتعلقة بطبيعة الصناعة المصرفية الإسلامية، إضافة إلى توجه العديد من الدول الإسلامية نحو التوسع في العمل المصرفي الإسلامي مثل: سورية وقطر ولبنان الذي عقد فيها أول مؤتمر عن المصرفية الإسلامية تحت رعاية محافظ البنك المركزي اللبناني. بشكل عام شهد العام زيادة في عدد المصارف الإسلامية في الدول العربية، ومنها تحول البنك الوطني للتنمية "مصرف أبو ظبي الإسلامي - مصر" للعمل المصرفي الإسلامي.
وقال د. عبد الكريم قندوز، أستاذ جامعي متخصص إنه بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققتها الصناعة المالية الإسلامية خلال السنوات القليلة الماضية، والتي رفعت حجم الصناعة عام 2010 إلى حدود التريليون دولار أمريكي، فإن ذلك يستدعي مزيدا من التفاؤل حول مستقبلها.
ومن المتوقع أن يستمر نموها على مدى السنوات القادمة، وبشكل خاص في دول معينة، كالسعودية، والتي من المتوقع أن تكون خلال فترة أقل من عقد من الزمن عاصمة التمويل الإسلامي العالمية، وكذا ماليزيا والكويت وغيرها، ويدعو إلى ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن محاكاة الصناعة المالية التقليدية، والعمل على ابتكار وتطوير الأدوات المالية.
وذكر خبير متخصص أنه لكي نستشرف آفاق المستقبل يتطلب الأمر وقفة متأنية عما شهده هذا العام من حراك وإنجازات، لقد شهد عام 2010 انعقاد العديد من المؤتمرات والندوات التي تناولت اقتراحات في شتى مجالات الاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية، كما شهد نقدا للأداء المصرفي الإسلامي، وللمنتجات المصرفية الإسلامية.
وعن العام 2011 أعتقد أنه سيشهد تطويراً للتمويل والمصرفية الإسلامية يتناول محاور عدة، أهمها إنشاء البنوك المركزية ومؤسسات النقد هيئات شرعية، تابعة لها تعمل على التنسيق بين الفتاوى على مستوى مختلف البنوك في كل دولة، وحدوث نقلة نوعية في التعليم المصرفي الإسلامي تتمثل في التحول من الدورات التدريبية القصيرة إلى دبلومات مهنية لإعداد متخصصين، كما أتوقع أن يحدث تطوير نموذج للمصرف الإسلامي يبرز التميز التنافسي للبنك الإسلامي، كبنك تنمية وكبنك إيجابي استثماري، يقوم بدراسة فرص الاستثمار في المجتمع في شتى المجالات.
محيط ـ سالي العوضي
معاملات اسلامية |
وقد انتشرت هذه الصناعة في دول لم يسمع بها أحد أنها قريبة من الإسلام أو معتقداته تفتح أبوابها وتتركها مشرعة للنظام المالي الإسلامي؛ من الفلبين ذات الأغلبية المسيحية إلى الهند بسكان معظمهم من الهندوس، ومالطا،
ولوكسمبورج التي تحن إلى ماضي بنوكها الإسلامية، ومن هنا يمكنا رصد بعض أهم محطات الصناعة المالية الإسلامية خلال العام الماضي.
ألمانيا تفتح أول بنك إسلامي
يعترف مسئولون كبار في الدولة بدور الشريعة الإسلامية في الاستراتيجية المالية، كاختيار ثالث بديلا عن الرأسمالية والاشتراكية، وتتجه إلى افتتاح أول بنك إسلامي في مدينة مانهايم في يناير/كانون الثاني، مع وعد بافتتاح بنوك إسلامية أخرى، ويتجه سكان ولاية ساكسن إلى التعاملات المالية الإسلامية.
الهند تلحق بركب القافلة الإسلامية
أشار خبراء إلى الهند تمضي قدماً في تطبيق المزيد من أنظمة التمويل الإسلامي، وتأتي هذه الخطوة بعد رفضها الدائم خلال السنوات الماضية لتطبيق أي نوع من هذا النظام، فإن الخطوة جاءت على ما يبدو من ضغط المسلمين ورفضهم الدائم للتعامل مع الأدوات الربوية، حيث يتجاوز عددهم الـ 150 مليون نسمة، فيما تعمل الحكومة بجدية للتغلب على ظاهرة عزوف المسلمين عن التعامل مع البنوك التي لا تتوافق نظمُها مع تعاليم الدين الإسلامي، كما تُخطط للقيام بإصلاحات مصرفية متعددة داخل نظامها المالي بهدف جذب الاستثمارات من دول الخليج.
روسيا تسعى لتصبح بوابة الصناعة في شرق أوروبا
تسعي موسكو لبناء نظام مصرفي إسلامي موسع، وتطلب من ماليزيا ودول عربية مساعدتها في وضع وتنفيذ خطة لنظام مالي إسلامي متكامل، على خلفية نمو الطلب على الخدمات المالية الإسلامية فيها، حيث تسعى لأن تكون بوابة لدخول هذه النوعية من الخدمات إلى أوروبا الشرقية.
فرنسا تسنّ إطارا قانونيا يناسب إصدار السندات الإسلامية
معاملات مصرفية |
الفلبين.. خطوة أولى نحو الصناعة
تعتبر أكبر دولة مسيحية في آسيا، تفكر في إصدار صكوك إسلامية قيمتها 500 مليون دولار، لتصبح بذلك أحدث عضو في سوق الصيرفة الإسلامية، وتبدأ من شركة الطاقة الوطنية المديونة بمبلغ 325 مليون دولار؛ ليتم تحويلها إلى صكوك مطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية، هذه الخطوة سبقتها محاولة لإصدار صكوك بقيمة مليار دولار، لكنها تأخرت بسبب الأزمة المالية العالمية.
لوكسمبورج تتجه للمصرفية الإسلامية لتحقيق العدالة الاجتماعية
قال رئيس البنك المركزي إن لوكسمبورج هي دولة صغيرة المحشورة في وسط قارة أوروبا ترى في المصرفية الإسلامية مجالا لتحقيق العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أن المعاملات المالية الإسلامية أخلاقية ومهمة لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي قادرة على خدمة غير المسلمين أيضا، ولهذه المميزات وزيادة الطلب على التعاملات المالية الإسلامية عمدت لوكسمبورج خلال العام الماضي في العودة إلى هذه الصناعة، وهي عودة في الحقيقة بسبب أنها كانت لديها مؤسسات بنكية إسلامية في سبعينيات القرن الماضي، في المقابل سعت الحكومة إلى إزالة جميع العقبات القانونية التي تواجه التمويل الإسلامي، وتستعد الآن لتصبح واحدة من المراكز الرائدة في قطاع التمويل الإسلامي في العالم.
مالطا تعمل بجدية لتهيئة البيئة المناسبة
تقيم مؤتمرا لاستكشاف الفرص في عالم التمويل الإسلامي بعنوان مالطا قطاع الخدمات المالية.. التغيير والفرص: تحقيق النمو المستدام في بيئة مستقرة، فيما تعيد صياغة جملة من القوانين التي تحكم بيئة العمل وتهيئها للعمل المصرفي الإسلامي، ويؤكد المسئولون أن هذه القوانين تتسم بتوفير حماية لعمليات الصكوك في حالة الاستثمار في المنتجات المصرفية الإسلامية، مع سهولة تأسيس شركات ذات طابع خاص، تعمل في المجال الاستثماري، كما أن هذه القوانين تتيح عدم ازدواجية الضرائب على الأصول الثابتة التي تشجع العمل المصرفي الإسلامي الذي يقوم على الإجارة والتملك.
البنوك المغربية اهتمام بالإجارة والمرابحة
بعد مضي عام ونصف العام على السماح بالعمل وفق النظام المالي الإسلامي، يذكر تقرير البنك المركزي المغربي أن رقم معاملات المصارف المغربية المتعلق بهذه الصيغ التمويلية جاءت مشجعة نسبياً بخصوص صيغتي المرابحة والإجارة، حيث سجلت رقم معاملات بلغ 500 مليون درهم "الدرهم المغربي يعادل ثمانية دولارات تقريبا"، إلا أن حصيلة صيغة التمويل بالمشاركة جاءت مخيبة للآمال؛ إذ لم تقدم المصارف على أي عملية تمويل بهذه الصيغة.
أفغانستان المضطربة.. الخدمات المصرفية الإسلامية تنمو ببطء
هي المنطقة الأكثر حساسية التي تمتد إليها المصرفية الإسلامية خلال العام الماضي، تستقبل كابول حدثا مهما، هو الأول في تاريخها، حيث ينظم مهتمون مؤتمرا دوليا يهدف إلى استكشاف فرص التمويل الإسلامي هناك، وتأتي الخطوة بالتعاون مع مركز الهدى للخدمات المصرفية الإسلامية.
وقال الشيخ الزبير مغل، الرئيس التنفيذي للمركز في تصريح نقلته صحيفة "الاقتصادية" : إن أفغانستان هي السوق المتنامية الناشئة لصناعة المالية الإسلامية. يذكر أن إجمالي البنوك العاملة في أفغانستان في الوقت الراهن وصل إلى 18 بنكا، بما في ذلك المصارف الأجنبية، بينها عدد من البنوك الإسلامية، وتعتزم عدد من البنوك التقليدية إطلاق عمليات الخدمات المصرفية الإسلامية في المستقبل القريب.
أذربيجان تستضيف فعاليات الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية
معاملات إسلامية في ماليزيا |
مؤتمر دولي حول التمويل الإسلامي في موريشيوس
تصبح وجهة مهمة في عالم الصناعة بعد أن دخلتها المصرفية الإسلامية بداية العام قبل الماضي. وتستضيف في الربع الأخير من العام المؤتمر الدولي حول الصيرفة والتمويل الإسلامي، ويعد هذا المؤتمر أحد أكبر المؤتمرات حول الصيرفة والتمويل الإسلامي. ويأتي عقده كمحاولة من الجزيرة لتحسين معدل النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاجية، ورفع مستويات المهارة من خلال تحسين التعليم وزيادة الوعي المصرفي الإسلامي لتشجيع الاستثمار في الصناعة المالية الإسلامية، وذلك في وقت تواجه فيه الجزيرة مجموعة من التحديات بسبب ارتفاع معدلات البطالة وزيادة المنافسة الخارجية لأسواق التصدير.
اليابان تصدر أول صكوك
البنك الياباني المركزي يتوجه على استحياء نحو المصرفية الإسلامية، ففي خطوة جديدة تصدر اليابان صكوك مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، في خطوة وصفها المراقبون الاقتصاديون بأنها تاريخية، باعتبارها دشنت لأول اختراق للصكوك الإسلامية لمجموعة الدول الثماني الكبار وهي مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى وروسيا.
تونس: التجربة تحتاج إلى مزيد من الخطوات
مع دخول مصرف "الزيتونة الإسلامي" طور النشاط خلال العام قبل الماضي، يتغير مشهد القطاع المصرفي في تونس، ويتعزّز واقعه، بدخول منتجات جديدة ومتنوعة، هذا على الرغم من أن الصيرفة الإسلامية لم تكن معدومة في هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا، حيث يعد بنك التمويل التونسي السعودي التابع لمجموعة البركة العالمية، أول بنك إسلامي أنشئ في تونس عام 1983، بمساهمة رساميل تونسية وسعودية، وأشار المختصين إلى أن التجربة في حاجة إلى المزيد من الإجراءات القانونية والاقتصادية.
كوريا الجنوبية تتطلع إلى مزيد من الفرص
بنوك إسلامية |
جيبوتي: تسارع وتيرة التعاملات المصرفية الإسلامية
تتطلع جيبوتي إلى بناء قاعدة للاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية، ولا سيما مع نمو اقتصادها الواعد الذي يدفع بكثير من الدول الكبرى للتسابق إليها، وتتعاون جيبوتي في هذا الخصوص مع دول متقدمة في مجال المصرفية الإسلامية، كما هو الحال مع السعودية والسودان وغيرهما، وتنجح في تنظيم دورة تخصصية في فقه المعاملات المالية في الإسلام تحت شعار نحو مصرفية متميزة، وذلك بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف وبالتنسيق مع لجنة شباب إفريقيا في مكتب الندوة في الرياض، هذا يحدث متزامنا مع تزايد أعداد البنوك الإسلامية.
موريتانيا تستنجد بالنظام المالي الإسلامي
تتقدم الصناعة المالية الإسلامية في هذا البلد بخطى كبيرة، وتزداد قناعة الاقتصاديين الموريتانيين بأهميتها، ولا سيما في الوقت الحالي، حيث تهتم البلاد بفتح الباب واسعا أمام الاستثمارات الأجنبية، ويدعو الاقتصاديون هناك إلى ضرورة العمل على إنشاء مزيد من المصارف الإسلامية والترخيص لها لاستقطاب المستثمرين الذين يثقون بهذه المصارف التي نجحت في الآونة الأخيرة في إثبات جدواها في كثير من دول العالم. ويؤكد أكثر المحللين والاقتصاديين الموريتانيين، أن البلاد في حاجة ماسة إلى مزيد من المصارف الإسلامية لإنعاش حركة الاستثمار والسيولة النقدية.
إندونيسيا تستضيف المنتدى الآسيوي للصكوك
نظمت إندونيسيا المنتدى الآسيوي للصكوك، وذلك في العاصمة جاكرتا، ليناقش عددا من المواضيع الرئيسة، التي من أهمها تطوير وابتكار الصكوك، إضافة إلى موضوع مهم وهو إدارة المخاطر الشرعية والقانونية وتسوية المنازعات، ويولي المؤتمر أهمية كبيرة لجانب التحكيم في تسوية النزاعات حول الصكوك التي ظهرت على الساحة أخيرا بعد أزمة الصكوك الإسلامية في دبي، إضافة إلى عولمة التمويل الإسلامي وأهمية إعداد الجيل المقبل للتعامل مع التمويل والمصرفية الإسلامية.
المؤتمر الأول للمال الإسلامي في قطر
تستضيف الدوحة المؤتمر الأول للمال الإسلامي بحضور مصرفيين ورجال أعمال، ويأتي المؤتمر ضمن خطوات قطر الداعمة للمصرفية الإسلامية، حيث يظهر على الساحة منذ فترة الاهتمام القطري بالمصرفية الإسلامية وانتشار العديد من المصارف وشركات المال الإسلامية هناك.
عام 2011 والمصرفية الإسلامية
ولفت خبير مصرفي إلى أن العديد من المؤتمرات أقيمت في معظم دول العالم، منها إنجلترا وأمريكا وفرنسا، طُرِح فيها عديد من القضايا المتعلقة بطبيعة الصناعة المصرفية الإسلامية، إضافة إلى توجه العديد من الدول الإسلامية نحو التوسع في العمل المصرفي الإسلامي مثل: سورية وقطر ولبنان الذي عقد فيها أول مؤتمر عن المصرفية الإسلامية تحت رعاية محافظ البنك المركزي اللبناني. بشكل عام شهد العام زيادة في عدد المصارف الإسلامية في الدول العربية، ومنها تحول البنك الوطني للتنمية "مصرف أبو ظبي الإسلامي - مصر" للعمل المصرفي الإسلامي.
وقال د. عبد الكريم قندوز، أستاذ جامعي متخصص إنه بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققتها الصناعة المالية الإسلامية خلال السنوات القليلة الماضية، والتي رفعت حجم الصناعة عام 2010 إلى حدود التريليون دولار أمريكي، فإن ذلك يستدعي مزيدا من التفاؤل حول مستقبلها.
ومن المتوقع أن يستمر نموها على مدى السنوات القادمة، وبشكل خاص في دول معينة، كالسعودية، والتي من المتوقع أن تكون خلال فترة أقل من عقد من الزمن عاصمة التمويل الإسلامي العالمية، وكذا ماليزيا والكويت وغيرها، ويدعو إلى ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن محاكاة الصناعة المالية التقليدية، والعمل على ابتكار وتطوير الأدوات المالية.
وعن العام 2011 أعتقد أنه سيشهد تطويراً للتمويل والمصرفية الإسلامية يتناول محاور عدة، أهمها إنشاء البنوك المركزية ومؤسسات النقد هيئات شرعية، تابعة لها تعمل على التنسيق بين الفتاوى على مستوى مختلف البنوك في كل دولة، وحدوث نقلة نوعية في التعليم المصرفي الإسلامي تتمثل في التحول من الدورات التدريبية القصيرة إلى دبلومات مهنية لإعداد متخصصين، كما أتوقع أن يحدث تطوير نموذج للمصرف الإسلامي يبرز التميز التنافسي للبنك الإسلامي، كبنك تنمية وكبنك إيجابي استثماري، يقوم بدراسة فرص الاستثمار في المجتمع في شتى المجالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق