ترجمة وتحرير بتصرف : إبراهيم شوقي
ربما لا تعرف بأن عقلك عبارة عن قطعة من المغناطيس .. فعندما تشاهد الأشياء أو تفكر فيها يبدأ العقل مباشرة في جذب هذا الشيء إليه. وهذا ما يعرف ب " قانون الجذب " والذي يعمل على أساس قوة العقل . الاعتقاد الجازم والقناعة الأكيدة بأن شيئاً ما سوف يحدث ، فإن العقل يظل ممسكاً به حتى يحدث بناء على هذا القانون.
عندما تحدثك نفسك بأنك شخصٌ سويٌ فعقلك ينجذب ويفرض قانونه على الواقع ، عندما تشعر بأنك إنسان مكرم من الخالق سبحانه وتعالى ، فإن عقلك يستجيب لهذا الشعور ويمليه على حياتك فيعبئ روحك بالعزة ويملئ نفسك بفخر الانتماء لهذا الخالق ، عندما تدرك بأنك أُلهمت بجميل الخصال والصفات وعظيم المواهب، وترى نفسك بأنك مغمورٌ في النعم ، فأنت تعيش في حالة من الزهو والنشوة بفعل تأثير قوة العقل وجاذبيته نحو ما تفكر فيه . ويحدث العكس عندما تزدري النعم ، وتخبث النفس ، وتتنكر للفضل ، فترى الحياة كئيبة سوداء محبطة. (( إنه التفكير )) الذي يصدر عن العقل . فماذ ا نحتاج إذن !!!
لكي نزيد من قوانا العقلية في الاتجاه الصحيح البنَّاء والداعم لحياتنا ، فهذا يحتاج إلى ممارسة مستمرة لترويض العقل على التفكير إيجاباً لينعكس على حياتك إيجاباً خاصة إذا كنا نعيش في أجواء محبطة ، فالأمر يكون في حاجة إلى جزم وإصرار وإرادة، وهنا تكون قد نجحت في استثمار قوة العقل وجاذبيته في اتجاه إيجابي ، إنك حقاً ستذهل عندما ترى قوة العقل تعمل في توجيه حياتك.
جميعنا يمتلك هذه القوة الكامنة في العقل ولكن الكثير لا يدرك حقيقة ذلك ويعتبره لوغريتمات وشيء غير قابل للتصديق. البحوث أثبتت بأننا نستخدم 10% فقط من طاقة الدماغ. إنها فعلاً لخسارة كبيرة! ويبدو إنه السبب الحقيقي وراء هيمنة السلبية على حياة كثير من الناس ، إذ لا تتسع الطاقة العقلية إلا في حدود اللحظة الآنية، وتتقلص المساحات الشاسعة وتختزل في هذا الحيز الضيق ، وتهدر الإمكانيات الهائلة لهذا العقل وتضمر قواه بسبب الجهل بما نملكه. يجب أن تدرك جيداً بأن ما يحدث لك من تطورات أو انتكاسات فهي من صنيعة هذا العقل . قيل بأن كل شخص يملك مخزوناً وافراً من المهارات الحسية والنفسية المتقدمة ، ولكنها ببساطة معطلة وخارج نطاق الخدمة .
اسأل شخصاً ناجحاً الآن .. هل كنت تتوقع بأن تحقق حلمك ؟ سيجيبك بلا .. إنه كان ذلك مجرد حلماً ، ولم أكن أتخيل أن يتحقق هذا الحلم ويتحول إلى حقيقة . عد مرة ثانية واسأل نفسك لماذا تحول إلى حقيقة ؟ . الإجابة ... لأنه آمن به وهيمن على فكره وشغل باله فتحركت جميع حواسه ، وأعلنت حالة الطوارئ داخل العقل لاستنفار جميع الطاقات الكامنة للنهوض والحركة فتحقق الحلم.
هذه بعض الخطوات التي تساعدك في تنمية قدراتك العقلية:
· طبق تقنية " التصور Visualization" هذه التقنية تساعدك في تنمية قوة العقل وتصل بك إلى نتائج مرضية في حياتك حاول أن تفكر في حلمك .. فكر بعمق وتعايش معه .. آمن به وصدقه ، صمم لوحاته ... زين أركانه ، ارسم أبعاده .. حدد أطره وألوانه .
· دون في سجلك الخاص كل ما لاح أمامك أثناء تجوالك في فضاء فكرك وخيالك (أفكار .. .. أحلام .. خطرات .. أشخاص .. أشياء) ، هذا سيساعد العقل الباطن في ترسيخها ومن ثم دفعها للواقع في الوقت المناسب . تذكر أن عقلك الباطن جزء نشط وفعال من عقلك .
· تذكر بأن واقع حياتك يصنعه العقل المؤمن ، لماذا هو مؤمن؟ لأنه تخلص من الجمود وتحرر من الانغلاق ، وطرح الأفكار المريضة وفلتر الخطرات الذميمة فأصبح عقلاً صحيحاً معافاً مؤهلاً لخدمتك بكل طاقاته .
· قبل أن تبدأ في مباشرة إجراءات تفعيل قوة العقل الكامنة فكر جيداً في شكل حياتك التي تريدها ، وتأكد بأن الأفكار والتصورات التي هي قيد التفعيل كلها إيجابية لأنها ستنسحب قريباً على حياتك.
· عندما تبدأ تكتب .. حاول صياغة ما تكتبه في قصة ولتكن " قصة نجاحك في رحلة الحياة " ، حاول أن تستخلص منها أهدافك الشخصية ومن خلال الأهداف حاول أن تصيغ رؤيتك لنفسك لترى نفسك عند أبعد خط زمني تتخيله في مرمى العمر . تذكر بأن ما تكتبه لن تنساه وسيظل راسخاً في عقلك الباطن .
· استخدم تقنية " التأكيدات Affirmations" إنها الأشياء الإيجابية التي تحدثك بها نفسك طوال اليوم فهي تشجعك على المثابرة في اتجاه أهدافك . يجب أن تواظب على هذه التأكيدات لمدة 28 يوماً على التوالي. قد تشعر بصعوبة ذلك في البداية ولكن مع نهاية المدة ستتحول إلى عادة ، وستحدث بتلقائية.
· تقنية أخرى تساعدك في زيادة قوة العقل إنها تقنية " الاسترخاء Relaxation " أو كما يسميها علم البرمجة اللغوية العصبية " التنويم المغناطيسي Hypnosis " فعندما تدخل في عملية الاسترخاء وتعيش بعمق مع ما تفكر فيه فيمكنك بتكرار هذه الجلسات تحويله إلى واقع. على سبيل المثال هذه التقنية تستخدم في علاج المدمنين ، وعلاج المدخنين ، عندما يجعلوا المريض يذكر مساوئ هذه العادة وكيف تفتك بجسمه وبعقله وتعرضه للهلاك وأنه يجب أن يقلع عن التدخين فوراً ، فيكون الإقلاع عن التدخين أو ترك الإدمان بقرار جازم يصدر عن رغبة أكيدة من الشخص نفسه .
الله سبحانه وتعالى بعدله المطلق ساوى بين عباده فيما يهبهم من نعم فكل شخص يمتلك قدرات عقلية متساوية . إنها فقط مجرد زرع لقناعات أو تأكيد لاعتقادات تمكنه من استثمار تلك القدرات الاستثمار الأمثل ، ولم يحدث هذا بين عشية وضحاها ، ولكن يتطلب جهد منظم ونهج دائب وعزم أكيد على التغيير المتدرج وبتطبيق نجاحك في تطبيق التقنيات السابقة ، سيساعدك بفاعلية في نجاحك وبنجاحك في تفعيل هذه الميزة العظيمة التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها ، ستلحظ أن هناك تحسن وتغيير للأفضل ، يجب أن تتعلم فن الاتصال بجسدك لتكتشف فيه الكنوز العظيمة ، وكذلك يجب أن تتعلم فن الاتصال مع الوجود من خلال التعرف على السنن الكونية لتمارس دورك الإنساني فوق هذه الأرض بفاعلية ونجاح ولتلمس بحسك الإنساني الراقي نسق التناغم والانسجام التام بين الكون من حولك وبين ما وهبك الله من نعم عظيمة ، أعظمها على الإطلاق نعمة العقل. فهل نبذل بعض المحاولات لنكتشف أسراره ونستفيد من إمكانياته ؟ .. أتمنى ذلك.
ذكرت حديث الرسول عليه الصلاة والسلام«لاَ يَقُلَ أَحَدُكُمُ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ. اللّهُمّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ. لِيَعْزِمْ المسألةَ, فَإِنَّ اللهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ»
وفي التفاسير إن الدعاء لابد إن يكن بعزيمة ورغبة وثقة بالله تعالى هذا ما يخص العبادةوهي الصلة بين العبد وخالقه و التي يمكن تعميمها في سائر أمورنا الدنيوية برغبة ملحة بصيغة محدده بثقة عالية تصل لهدفك ..
ولعل سبيل ذلك كما تفضلت التحكم بالحديث الوجداني التي يخزنه العقل الباطني لتكن صورة فعلية تمحو الأفكار السلبية فيرسمها العقل الواعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق