الخميس، 18 مارس 2010

كلام ثمين جدا " السـعـادة " علي الطنطاوي

علي الطنطاوي رحمه الله

" ياأيها القراء: انكم اغنياء ولكنكم لاتعرفون مقدار الثروة التي تملكونها

فترمونها زهدا فيها واحتقارا لها ...قد يصاب احدكم بصداع او مغص او وجع

بالضرس فيرى الدنيا سوداء مظلمة فلماذا لم يكن يراها لما كان صحيحا

بيضاء مشرقة؟؟ فيمتنع عن الطعام ويحسد من يأكل لقمة الخبز

فلماذا لم يعرف لذتها قبل المرض؟؟؟

لماذا لاتعرفون النعم الا عند فقدها؟

لماذا يبكي الشيخ على شبابه ولا يضحك الشاب لصباه؟؟؟

لماذا لانرى السعادة الا اذا ابتعدت عنا؟؟؟


كل يبكي ماضيه ويحن اليه فلماذا لاتفكر في الحاضر قبل ان

يصير ماضيا؟؟؟؟

اننا نحسب الغنى بالمال وحده..... وما المال وحده؟؟؟

اتعرفون قصة الملك المريض الذي كان يؤتى بأطياب

الطعام فلا يستطيع ان يأكل منها شيئا ولما نظر من شباكه الى وهو

يأكل الخبز والزيتون ويدفع اللقمة في فمه فتمنى ان يجد مثل هذه

الشهية ويكون بستانيا........

ياسادة لماذا تطلبون الذهب وانتم تملكون ذهبا كثيرا...

اليس البصر من ذهب والصحة من ذهب والوقت من ذهب؟؟؟

لماذا لانعرف قيمة الحياة؟؟؟؟




الم يتفق لواحد منكم ان اصبح مريضا فرأى

حية تقبل عليه فوثب من فراشه كأنه لم يكن المريض الواهن

الجسم؟؟ او رجع الى داره قد هده الجوع والتعب لايبتغي الا

كرسيا يطرح نفسه عليه فوجد برقية من حبيب لو انه قادم

الساعة من سفره او كتاب مستعجل من الوزير يدعوه

اليه ليرقي درجته فأحس الخفة والشبع وعدا عدوا الى المحطة

او الى الوزير ...ان هذه القوى هي منبع السعادة


هذا العلامة المؤرخ الشيخ الخضري اصيب بتوهم ان

في امعائه ثعبانا فراجع الاطباء وسأل الحكماء فكانو يدارون

الضحك حياء منه ويخبرونه ان الامعاء قد يسكنها الدود ولكن

لاتقطنها الثعابين فلا يصدق


حتى وصل الى طبيب حاذق بالطب خبير بالنفسيات

قد سمع بقصته فسقاه مسهلا و ادخله المستراح وكان وضع له

ثعبانا فلما رآه اشرق وجهه ونشط جسمه واحس بالعافية



ماشفي الشيخ لان ثعبانا كان في بطنه ونزل بل لان الثعبان

كان في رأسه وطار لانه ايقظ قوى نفسه التي كانت نائمة

واذ في النفس لقوى اذا عرفتم كيف تستفيدون منها


صنعت لكم العجائب"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق